ط
أخبار متنوعة

قصيدة . كمنجة الخاطرة ..للشاعرة / رحمة بن مدربل .الجزائر

رحمة بن مدربل

مكتب الأردن / مريم دالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

على خصْرِ كمنجة الخاطِرة

مرّرتُ وترا و جرحْتُ نفس الفكرة

بذاتِ النّظرة

بالشّجن الذي لم احترِفه

كان عفويّا كرقصة “زوربا”

كالرّيح التي تُصلي بين الغيم

تتراقص بينما تهوي

كالذكريات التي لم تأتِ

لكنّني كنتُ أعيشها عبثاً

على جِيدِ الحبل المشنوق برقبتي

و بين أصابعِ الوقتِ الطّري

هنالك نتوءاتٌ غضّة تُسْتَفَزّ

و رغبةٌ مخنوقةٌ ترتعِد

أواصلُ مسح مفاتيح الخيال …

بمقابض الأبوابِ المغلوقة التي تنفتح

تقول النوتة للحزن الفتيّ : هيتَ لك …

إنّ صبري هلك …

كلّ الفواصل و المناجل و العوازل

تفتتْ … و تصلّبتْ

تناثرَتْ كالرّماد من جثتي العنقاء

من رعشتي الزّرقاء …

أنا أهوي إلى نفسي … في حضيضي العالي

أنا منسيّةٌ في اللا وقت : لا أبالي

بأنواعٍ من التمّني تتناسل خفية عن عين الموت

*

على خصر الكمنجة العاشرة

سبعُ خساراتٍ مذبوحةٍ بذنب اللحن

و أربع أوتارٍ تئن …

ربع قرن من الأمل الكسيح

و قائمتان تمشيان بلا هدف

ذراعان يعانقان الوهم

شفتان تقبّلان النسيم المالح

قلبٌ يمنّي قلبه بالحبّ

ثمّ يشطُبُ كلّ أنواع العواطف و ينثني في لحافه و ينام

خزانة الأحلام تحوي كلّ حُزني

و بناطيلاً عموديةً من الندم الأرجواني

ملابسُ داخلية للوحدة الأنيقة

شمسٌ مذهبة على شكل قميصٍ بفتحة على الصدر برسمة ” v “

تنورة طويلة شفافة تشبه النثر الرشيق من قماش الأرغونزا

فستان قصير من الاختصارات المشينة، سوستته مفتوحة على الأفق

و علبة حمراء لشكولا” ليند “على شكل قلب : تحوي ــ دائما ــ قلبي

تحت القماش البارد و الأنيق …

أقبر كلّ شيء و أخرج للعالم عارية من مشاعري العميقة

*

سطحيٌّ و ميتٌ هذا المساء …

الليل أعمق في انتظار الألم …

لكنّ النّهار هيوليٌ بما يكفي لنبتسم

تحت ما فوق خصر الكمنجة، يدي تستريح

تتحمس للمس لكنها تتمدد في برود

شرود الشمس بينما تُصَهِّدُ البياض

بياض العمر الذي قد تسّوَّدْ

شرود الشمس يلغي فرضية البرد

لكنني أشعر بالبرد …

النّرد الملقى على صدري يبعثر الاحتمالات

لا تقامر بي أيها القدر المحال

أيها ال …. الاّ أدري ما تكون

ظنّي يتبع يقيني … و شكّي واثق من نفسه

**

عند خصر الكمنجة النائحة …

فرصٌ سانحة …

تنهدٌ مفضوح … و اشارات واضحة

كلما جُرِحَتْ جراحي من جديد تدفّق اللحن

كلما عادتِ الكلمات إلى صمتي هالني شجني

كلما قلتُ سأختفي توَضَحْتُ أكثر

الشوقُ شذوذنا المحمودُ و طفرَة القلب الهجين

لا نُحِبُّ و لا نُحَبْ …

فقط …

نهتدي إلى دين ظَلالنا المخفيّ تحت ذريعة الشك

قالت الأقدار :

من سيعرف أين نحن إن غابت الكلمات ؟

من سيعيدنا إلى سيرتنا الأولى إذا وقعنا في شرك العشق الذي منه نخاف ؟

من يا لحنيَّ المذبوح بسكين التوّحد ؟

دعني أداعب خصرَ الكمنجة … مازلتُ أشتهي لحناً

بيني و بيني ميثاقٌ، و سرٌ … يفضِي به الآن لي غيابي !

#رحمة_بن_مدربل

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى