ط
أخبار متنوعة

قصيدة : كم كنت رجلا . للشاعر / لطفي زكري/تونس

كم كنت رجلا

كم كنتُ رجلا ،
أجففُ الاحلام القديمة
و أنثرها في الريح
كالأُمنيات التىٍ تسبح على سفح الروح
عالق على تلك التلة
و على صفيح اللغة
أعانق قطعة الضوء
في ارتطام المعنى
فكرة … بلا اجنحة
غيم ، بلا مطر….
فىٍ انتظار الإنتظار
اعجن من رماد اللهيب املا….
و انسج من قطع الليل
تراتيل إلهامي
و مصابيح للنور ….
أمارس هواية الغموض
امشي على صراط الوجع
و احمل وطنا فوق رأسي ….
انا الٱن …. حصان خشبي
في متحف قديم
تحرِكه ايادي العابرين
امام ساعة مكسورة الزمن…
انا الٱن …
وطن …. إلا بِضعَ دهرٍ من الوقت الضائع..
كراسُ تاريخ
مجرّد اوراق مُلئَت بالحبر الاسود
متمسكة بغلافٍ كُتِب عليه …
إنسان يمشي على تجاعيد حُزنهِ …
كم كنتُ رجلا….
اما الٱن …
سَمِني ما شئتَ
من الأشياء
و اطلق عليّ كل الأسماء
جمادا او نباتا او ثباتا
او قديسا او سمادا لقصص البائسين
جغرافيا بدون خطوط طول و لا عرض…
ارض قاحلة غير صالحة للزراعة
ليل مرتبك من فواصل الوقت
و ضوء الحقيقة ….
انا الٱن .. جدار….
يلتصقُ به عطر المارين
و الغُبار …..
سِتار ……… لما خلفي ……
كما الليل يخفي الوهم
و يقتات من وجع النهار ….
انا الٱن جواز سفرٍ بلا سفرٍ
و مغلوقة هيَ كل الحدود …..
قافلة تحمل بضاعة من اللاشيء…
و لا تعرف سر الوجود ….

لطفي زكري/تونس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى