ط
الشعر والأدب

قصيدة : لأن ذكراك لا تمضي . للشاعرة / حنان بن عامر / تونس

 

لأنَّ ذِكْراكَ في السّاحاتِ لا تَمْضي
رابِطْ هُناكَ ورَدِّدْ آيَةَ الرَّفْضِ
لأَنَّ جُرْحا بقَوْمي كُنْتَ تَسْكُنُهُ
قد صارَ أُغْنِيَةً تَسْري كَما الوَمْضِ
لأَنَّ حَرْفَكَ مَرْفوضٌ ومُخْتَلِفٌ
أَرْبَكْتَ….أَسْكَتَّ كُلَّ اللَّغْطِ بالدَّحْضِ
لأنَّكَ الفَيْضُ والشَّلاّلُ مُنْهَمِرا
قد صِرْتَ في ذِكْرَياتِ الماءِ كالفَرْضِ
أُعْبُرْ لحُلْمِكَ واعْبُرْني كما شُهُبٍ
فإنِّيَ الحُلْمُ يَأْتي كُلَّما تُفْضي
وارْكَبْ رِياحا ففي جِسْمي جَوانِحُها
فقد أَذاعَتْ نُشوزي الحُرِّ والمَحْضِ
دَوِّرْ نُهودي فوَقْتي باتَ يَطْحَنُني
فالشَّيْبُ والزَّمَنُ اعْتادا على نَفْضي
في بالِ دَمْعي مُقيمٌ أنت في ثِقَةٍ
فصارَ طَيْرا يُغَنّيني كما الأَرْضِ
مَوْلايَ غُصْ في هِضابي…في دَوائِرِها
أَقِمْ طُقوسَ الهَوى في جِسْمِيَ الغَضِّ
وازْرَعْ بجِسْمي وفي أَعْماقِهِ نَخْلَةً
فالفَأْسُ عَرْبَدَتْ تَنْفيهِ بالبُغْضِ
مُخَلّدٌ أنت في الأَوْطانِ…. في بالِها
وفي القَصيدَةِ أنت الوَقْعُ إن تُمْضي
والشَّمْسُ تَشْتَقُّ إشْعاعا تُهَيِّجُهُ
وطَلْعَةُ القَمَرِ البَرّاقِ والفِضّي
لمّا كَتَبْتُكَ صارَ الشِّعْرُ مُعْجِزَةً
وقد سَرى ذلكَ الشَّيْطانُ في نَبْضي
هذي خُطوطي وهذا القَيْضُ في جَسَدي
جُبْ فيهِ مُنْتَقِما بالطّولِ والعَرْضِ
باقٍ بجُمْجُمَةِ الأَوْراقِ…تَبْعَثُها
وفي جُنوني وفي كُلّي وفي بَعْضي
فجُدْ بما في يَدَيْكَ …القَلْبُ مُنْفَتِحٌ
فكُلَّما انْسَكَبَتْ لانَ الصَّخْرُ في حَظّي

حنان بن عامر / تونس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى