لا تسأليهِ .. فقد خانَتهُ أشواقُه
و كانَ ما كانَ كي يَرتاحَ عُشاقُه
لم يُبْقِ أحبابُهُ خَيطاً لراحَتِهِ
و هكذا الحبُّ إن الموتَ ترياقُه
مازالَ جُرحُ الهوى وشماً بمُهجتِهِ
و كيف تَبرُدُ في العشاقِ أحراقُه ؟
لم تَنسَهُ في المرايا رغبةُ امرأةٍ
بخِنجرٍ في يَدَيها كانَ إزهاقُه
في قلبِهِ أَفرَغَتْ حِقدَ النساءِ .. وقد
كانت تُلَملِمُها في الغَيمِ أوراقُه !
لا تسأليهِ .. فإني ذائِبٌ مَعَهُ
و بي قد امتلأَتْ في الشوقِ أطباقُه
و جُرحُهُ الآنَ جُرحي .. بَلسِميهِ معي
إذا استطعتِ .. فجُرحُ النايِ إعتاقُه
هُنا الأنوثةُ تُغري في مُثقفةٍ
تُقَدِّسُ الحبُّ إن نادَتهُ أبواقُه
لا يَجرؤُ العُمرُ إلا أن يُدَلِّلُها
يَحلو الغرامُ بها ، يَحلو و أطواقُه
تُدَوزِنُ العُمرَ في رُوزنامةِ امرأةٍ
هيَ الربيعُ ــ إذا جاءت ــ و دُرّاقُه
غُرورُها لوحةٌ مازلتُ أَرسُمُها
بريشةٍ في حُقولِ الهَالِ تَشتاقُه
بطَعمِ قطعةِ حلوى كان يَعشَقُها
فمي الصغيرُ .. و كم أَشقَتهُ أذواقُه
أَلغَتْ رنينَ البيانو في أصابِعِها
كأن في يَدِها قد ذابَ خَفّاقُه
في خَدِّها الشفَقُ الورديُّ يَضحَكُ لي
و في سَنَا وجهِها الشفافِ إشراقُه
في شَعرِها تُزهِرُ الباتُونيا تَرَفاً
و الزيزفونُ بهذا الليلِ أنماقُه
في كلِّ يومٍ لها كالشمسِ أغنيةٌ
و في السُّهَى غزَلٌ يَنداحُ برّاقُه
لا تسأليني .. فإني قد قُتِلتُ بها
حُباً .. و في داخلي قلبٌ و خَنّاقُه
كُنا كقصةِ عصفورينِ في قفصٍ
بلونِ ريشٍ الأماني كانَ إغلاقُه
نَقَشتُ أسماءَها الحُسنى على شفتي
بنكهةِ التُوتِ كي يَنسابَ رقراقُه
في حُبّها كنتُ طَمّاعاً .. أغارُ على
ساقٍ بِخُلخالِها إن مَسَّهُ ساقُه
أُوتيتُ مِن أجلِها صَكّاً لأَجعَلَها
بنفسجاً في العذارى طَابَ إيراقُه
لم يَبقَ في شُرفَتي إلا رسائلُها
و عطرُها الـ في الزوايا كان ميثاقُه
متى تُهاجِرُ أسراباً إلى مُدَني ؟
كأنني وطنٌ قد تَـاهَ لَقلاقُه !
لم تُبقِ في القلبِ رُكناً أَستريحُ بهِ
في حُبِّ أُخرى .. فَعَزَّ الآنَ إطلاقُه
حتى ولو أنكِ الأحلى .. فما بيدي
نَهيٌ عليهِ .. إذا خانَتهُ أحداقُه
الحبُّ ياامرأةً مازالَ يَقذفُنا
مَدّاً و جَزراً ، فلا يَمنَعكِ إغراقُه
الحبُّ أجملُ موسيقى ، إذا عَزَفَتْ
في القلبِ ، تَعزفُ فوقَ الماءِ أعماقُه
أَدري بأن ليالي الشوقِ مُرهِقَةٌ
لنا .. و لكنّ أحلى الحُبِِّ إرهاقُه
.
.
.
………………