لا تَستَبدي بي بهذا الطولِ
إني أراكِ خُرافةً في جيلي
زيدي غروراً ، إن خصرَكِ لم يَكُن
إلا صهيلاً لم تَخُنهُ خيولي
زيدي غروراً ، فالأنوثةُ كلُّها
في حاجبَيكِ ، وفي الفمِ المَعسولِ
استغفري لي بينَ هُدبَي كعبةٍ
طافَ الهوى في لونِها المَكحولِ
يا أولَ امرأةٍ أَرَى في شَعرِها
ذهباً ، إذا غازَلتُهُ يَشدو لي
لا تَجرحي عُنُقَ الظبا بقلادةٍ
فالماءُ قد يُشقيهِ عُقدُ اللولِ
فَمُكِ الصغيرُ ــ إذا ضَحكتِ ــ كأنهُ
كرزٌ ، يُمَني النفسَ في التقبيلِ
إني بخدّكِ قد أَرَحتُ أصابعي
كي تَستَحِمَّ قصائدي في النيلِ
تَغفو عطورُكِ في أواني فضةٍ
إني جَمَعتُ شَذاكِ في منديلي
لا تَستَبيحي مَرمَراً في معصمٍ
بأساورٍ قد طُوّقَتْ بأَسيلِ
يَلهو كما الأطفالِ شَعرُكِ ، يَنتَشي
حتى ارتَمَى في النهدِ كالمَذهُولِ
وارَيتِ عينَ الشمسِ في نظارةٍ
صانَتكِ في حِرزٍ من التبجيلِ
لا تُربكي المعنى إذا فَصّلتُهُ
شالاً على كتفَيكِ كالأكليلِ
في هالةِ الفستانِ لونُ قصيدتي
إني أغارُ عليكِ من تَدليلي
حاشا من الطينِ الشفاهُ تَشَكلَتْ
و متى يُساوي الطينُ طعمَ الجيلي ؟
من أيّ عصرٍ جئتِ ؟ إنكِ سورةٌ
كُتبَت بماءِ الشمسِ في الإنجيلِ
.