لا اللاهية
بِدَاخِلِ رُوحِيَ لَا نَاهِيَهْ
وَحِينَ يُفَتِّشُ عَنْهَا لِسَانِي،
يُرَاوِدُ أَقْصَرَ حَرْفَيْنِ لَحْنَا،
يَرَاهَا إِذَا سَاعَةُ الْحَسْمِ دَقَّتْ
عَنِ الطَّلَبِ الْمُشْتَهَى لَاهِيَهْ.
أَنَا مَنْ مَلَكْتُ زِمَامَ اللُّغَاتِ
وَكُلَّ الْحُرُوفِ وَكُلَّ الْكَلَامِ
إِذَا قُلْتُ لِلْكَلِمَاتِ تَعَالِي
أَتَتْنِي عَلَى عَجَلٍ حَافِيَهْ.
وَلَكِنْ عَصَتْنِي ابْنَةُ الزَّانِيَهْ.
أَنَا أَقْصَرُ النَّاسِ ظِلَّا،
عَلَى الزَّيْتِ عَرْشِي،
وَأَحْمِلُ بَيْنَ الضَّمَائِرِ نَعْشِي،
جَمِيعُ تَعَابِيرِ وَجْهِي مَحَتْهَا مَمَاسِحُ وَقْتِي الْبَغِيضِ،
تُسَاعِدُهَا فِيهِ لا نَافِيَهْ.
وَيَحْسَبُ أَعْلَمُهُمْ بِالْمَعَانِي
إِذَا مَا رَأَى صُورَتِي قَدْ رَآنِي،
أَنَا لَسْتُ أُظْهِرُنِي كَيْ تَرَانِي،
لِأَنِّي بَخِيلٌ أَنَاني.
أُمَارِسُ فِي الْيَوْمِ كُلَّ طُقُوسِ النِّفَاقِ،
أُجَاوِرُ أَتْعَسَ مَا فِي الْخَلِيقَهْ.
أُوَارِي -كَفِعْلِ الغُرَابِ قَدِيمًا- بِنَفْسِيَ سَوْءَاتِ مَا فِي الْحَقِيقَهْ.
أُعَرِّي الْخَيَالَاتِ ثُمَّ أُكَسِّرُ عَيْنَ الْمَرَايَا،
لِكَيْلَا أَرِاني.
وِمَا زِلْتُ فِي غَفْوَتِي بَاحِثًا وَأُطَارِدُ حَرْفَيْنِ،
لَا يُشْبِهَانِ حُرُوفَ الْهِجَاءِ الَّتِي بَايَعَتْنِي،
تُسَبِّحُ بِاسْمِي وَلَاءً، صَبَاحًا مَسَاءً،
وَتَمْنَحُنِي نَفْسَهَا سَاجِدَهْ.
أُرِيدُ فَقَطْ “لَاءَةً” وَاحِدَهْ.
لِتَأْتِيَنِي جَاثِيَهْ…
وَلَوْ أَنَّهَا فِي فَمِي زَاهِدَهْ.
أَرَاهَا فَقَطْ وَحْدَهَا كَافِيَهْ…