الشعر العمودي
عنوان القصيدة : لُغَتِي كيَانِي
شعر : محمود حسانين الجزيري
بلد الشاعر : مصر
فون وواتس : ٠١٢٠٦١١٥٢٢٢
فيس : الشاعر محمود الجزيري
إذا مَا حَانَ عِزّيَ وانْتِصَارِي
فبالضاد ِانْبرى كلّ الفخَارِ
أَنَا الْعَرَبِيُّ فِي لُغَتِي كيَانِي
دَمٌ فِي عِزّةِ الشّرْيَانِ جَارِ
حَبَاهَا اللهُ بِالقُرْآنِ حِصْنَاً
وحِصْنُ الله موفورُ القَرارِ
وَأَلْبَسَهَا ثِيَابَ المَجْدِ عِزّاً
وَعَطّرَ حَرْفَهَا أَقْدَاسُ بَارِي
وَتَوّجَهَا الخُلُودَ لَدَى جِنَانٍ
فَكَانَتْ كُلَّ لُسْنٍ للحوَارِ
لَهَا في كُلّ حَرْفٍ فَيْضُ عِلْم ٍ
يُترْجِمُ للزّمَانِ رُؤَى اقْتِدَارِ
لَهَا الإبْدَاعُ شمّر سَاعِدَيْهِ
بِسَاحٍ للبيَانِ غَدَا يُبَارِي
فُنُونٌ في رُبَاهَا مُشرقاتٌ
سَبَايَا قَيْدَ زَمْجَرَةِ انْبِهَارِ
هِيَ العَرَبِيّة ُ الفُصْحَى لُغَاتٌ
لَهَا التّارِيخُ شَيّدَ كُلَّ دَارِ
وَعَبّدَ كُلَّ دَرْبٍ يَصْطَفِيهَا
وَأَحْيَا كُلّ أَلْوانِ احْتِضَارِ
قَرِينَة ُ أَيِّ إِبْدَاع ٍ تَجَلّى
وَرفْقَةُ قِمّةٍ وَهُدَى اخْتِيَارِ
فَقَدْ وَسِعتْ عُلُومَ الدّهْرِ بَرّاً
وَفِيهَا ازّيّنَتْ حُجَجُ الكِبَارِ
بَلاغَتُهَا سَمَتْ لِذُرَا الْمَعَانِي
مَعَانِيهَا اخْضِرَارٌ فِي اخْضِرَارِ
كنوزُ فَصَاحَة ٍٍبربيعِ قَوْل ٍ
بَدِيعُ تَوَالُدٍ فَيْضُ ازْدِهَارِ
تَوَحّدَ فِي مَوَاكِبِهَا لِسَانٌ
فَكَانَتْ عُصْبَةَ الْحَقّ النّهَارِ
وَ كَانَتْ رِحْلَةَ النَّاسِ ارْتِقَاءً
فَيَسْتَبِقُونَ فِي وَجْد ِانتظارِ
وَ يَسْبِقُهُمْ حَنِينٌ نَحْوَ فَوْزٍ
بِفَيْضِ عَطَائهَا دُونَ اصْطِبَارِ
وَلَكِنْ – كَمْ أسِفتُ – اليَوْمَ تَلْقَى
فَصَاحَتُنَا الْهَوَانَ بِلَا اعْتِبَارِ
تَبَدَّلْنَا بِهَا – زَيْفَاً وَزُورَاً –
لُغَاتٍ كَمْ بَدَتْ عَارَاً بِعَارِ
لُغَاتٍ مِثْلِ غَابٍ فِي رِيَاحٍ
يُرَافِقُهُ دُرُوبٌ لِلْبَوَارِ
لُغَاتٍ خِلْتهَا لَمْ تُغْنِ يَوْمَاً
وَلَمْ تُسْمِنْ بِسَهْلٍ أَوْ قِفَارِ
فَمَا لِلْقَوْمِ يَفْتَرِشُونَ فَاهَا ؟
أَمَا فَطِنُوا لِعَجْزٍ أَوْ عَوَارِ ؟
أَمَا فَطِنُوا لِحَرْبٍ فِي لَظَاهَا
يَكُونَونَ الْهَشِيمَ حَصَادَ نَارِ ؟
فَيَا وَيْحَ الفَصَاحَةِ مِنْ أُنَاسٍ
تَبَارَوْا فِي اغْتِيَالٍ وَانْتِحَارِ
بِأَسْيَافِ الْعِدَا انْطَلَقُوا لِوَهْم ٍ
وَهَيْهَاتَ الأَمَانِي فِي انْتِصَارِ
فَرَبُّ الْكَوْنِ آثَرَهَا بِحِصْنٍ
لِتَبْقَى غُرّةَ اللُّسْنِ البِكَارِ
هِيَ العَرَبِيّة ُ الفُصْحَى بِحَارٌ
وَكَعْبَةُ أُمَّةٍ قِنْدِيلُ سَارِي