قصيدة : لن تهرمي .. للشاعر العراقي / حامد خضير الشمري

لن تهرمي أو تشيبي في مخيلتي

وظل عطرك مخبوءاً بأنفاسي

قد فقتِ هاروتَ أو ماروتَ فاعترفا

وعلما منك فنَّ السحر للناس

زكاة ثغركِ في شرْع الهوى قـُبـَـلٌ

تـُجبى إليّ لإمتاعي وإيناسي

ما بين شهديكِ أغفو كلَّ سانحة ٍ

لأستردَ بهذا الكون ِ إحساسي

أرخيتُ في شاطئي عينيكِ أشرعتي

كأنما البحرُ في موجيهما راس ِ

من بعد نأيكِ لم أفجعْ بنازلة ٍ

ولا احتفيتُ بأعياد وأعراس

ما كان أصلك جنـّا ً أو ملائكة ً

ولا من الإنس أو من أي أجناس

حتى كأنك مما فيك آلهة ٌ

في عالم الذرّ لم تخضعْ لمقياس

ضيعتُ دينيَ في دنياك منغمسا ً

وصار إبليس من جندي وحراسي

أصغي إليك كمن يصغي لمئذنة ٍ

أو يرهفُ السمعَ في ديْر ٍ لأجراس

شممتُ جيدَكِ بل أوشكتُ أنهشه

حتى أطوقه عقداً من الماس

سموتُ بالحب حتى لم أعد بشراً

وأضحت الحورُ ندماني وجلاسي

كتبت إسمَكِ فاخضرّ المدى شغفا ًً

وسال أروعُ شهدٍ فوق قرطاسي

يحقّ لي أن أصلي أيَّ نافلة ٍ

بلا وضوءٍ ففي عينيك نبراسي

على لسانك خمرٌ لم أجد أبداً

صنواً لها عند باخوس ٍ ونوّاس