ط
الشعر والأدب

قصيدة : ليلة القدر .. للشاعر الفلسطيني . د. أسامة مصاروة

 

ليلةُ القدرِ

ليلةَ القدْرِ بقلبي

ألمٌ مِنْ حرِّ كرْبي

كم جرتْ منا دماءُ

وبنا حلَّ البلاءُ

أخْبِريني يا سماءُ

لِمَ لا يُجْدي الدُّعاءُ

قدْ غدا خصمي قريبا

وغدا شعبي غريبا

وابْنُ قوْمي يتَحلّى

وَبِفِلْمٍ يتسلّى

إنَّهُ يبصرُ موتي

وَيرى تدميرَ بيْتي

دونَ قوْلٍ لوْ بِهمْسِ

دونَ إحساسٍ وَحَسِّ

ليلةَ الْقَدْرِ أجيبي

بُحَّ مِنْ قَهْرٍ وجيبي

يا تُرى ماذا لَديْكِ

هلْ خلاصي في يَديْكِ

عفْوَكَ اللَّهُمَّ عَفْوا

إْنْ لِساني ازْدادَ هَفْوا

يا إلهي حارَ فِكْري

ضاقَ بالأعرابِ صدْري

كيفَ صاروا اليوْمَ بُكْما

وكذا عُمْيًا وَصُمّا

إنَّني أخشاكَ ربي

مظْلِمٌ دونكَ دربي

كلّ ما حولي ضبابُ

وأمانيَّ سرابُ

أيُّ قوْمٍ قدْ غدوْنا

للْأعادي قدْ عَدوْنا

صِرُتُ للأعرِاب رجْزا

وَلَدى الأغرابِ رمْزا

إنّني أنْطِقُ صِدْقا

إنّني أخْجَلُ حقّا

مِنْ شُعوبٍ لسْتُ مِنْها

إذْ تَخلّى الربُّ عَنْها

أيُّ معنىً في الوُجودِ

لشُعوبٍ في جُمودِ

كلُّ قومٍ دونَ معنىً

دونَ شكٍ سوفَ يفْنى

كيْفَ لي بالْفَخْرِ أحْيا

وأخي يسْكُنُ غَيّا

باحْتراقي لا يُبالي

وَأسىً فوقَ احْتِمالي

ما الّذي يا عُرْبُ يجْري

قدْ غدوْتُمْ دونَ دورِ

غيْرَ أنْ تَخْشَوْا كِلابا

وضِباعًا وذِئابا

بعدَ أنْ صِرْتُم نِعاجا

بلْ غُبارًا أوْ زُجاجا

ويحَ قلبي أيْنْ مِنّا

مَنْ يَصُدُّ الشَرَّ عنّا

أمْ تُراكُمْ مِنْ زمانِ

قدْ غُمِرْتُمْ بالهوانِ

فغَدوْتُمْ كالْعبيدِ

عِنْدَ شيْطانٍ مَريدِ

مِنْ وَضيعٍ لِوَضيعِ

مِنْ خليعٍ لِخليعِ

لمْ يَعُدْ للشَّعبِ أرْضُ

لمْ يَعُدْ للقوْمِ عِرْضُ

يا طُغاةً في الْحُصونِ

إنَّكُمْ رَهْنُ المَنونِ

وَوَقودٌ للسَّعيرِ

مِنْ مليكٍ لأميرِ

هلْ غَدا حُلْمِيَ إثْما

وغدا فِكْرِيَ جُرْما

أنْ أرى شعْبِيَ حُرّا

وأرى صبْرِيَ نصْرا

يا إلهي هلْ عِقابي

وَحِسابي في كِتابي

كَوْنُ خَلْقي عَرَبيّا

وابْتِلائي أَبَديّا

لمْ يَعُدْ للْعُرْبِ أمْرُ

بلْ خياناتٌ وَخمْرُ

عَيْشُكُمْ ذُلٌّ وَعارُ

حلَّ ليْلٌ أمْ نَهارُ

وَأَنا أجْهلُ فِعْلا

كيفَ ماتَ الْعُرْبُ ذُلّا

كيْفَ أبناءُ الْمعالي

قدْ غدوْا تحتَ النِّعالِ

إنَّني شخْصٌ شَريفُ

إنّني حرٌّ عفيفُ

لا أرى في الذُلِّ عيْشا

لوْ طعامي كانَ قشّا

ليْلَةَ الْقّدْرِ سَلاما

لا عتابًا أوْ مَلاما

قدْ تعوَّدنا النُزوحا

كلَّ حينٍ والْقُروحا

وَمِنَ الأعرابِ صمتا

لوْ غدا الأَهلونَ موْتى

وَمِنَ الْحُكّامِ نكْسا

وَمِنَ الأعداءِ تعْسا

د. أسامه مصاروه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى