لُـعـبَـةُ النِّسـيَـان
بِي طِفلةٌ مِن كُلِّ عِيدٍ شُكِّلَت
وتََبًرعَمَتْ فِي تُـربة الأَحزانِ
بِي طِفلةٌ كَـبُـرَتْ بَِغَـيرِ تََرَدُّدٍ
كَيْ تَـمنحَ الأشواقَ للنِّـيرانِ
وتصُوغَ مِن عَينيْكَ ليلًا دامِعًا
فاللّـيلُ سِـرٌّ .. حُـزنُـهُ أبْـكَـانِي
واللّيلُ يَحفظُ مَا تَلَـتهُ أصَابَِعي
وأنَـا أتَـمْـتِمُ للرُّؤَى ألْحَـاني
إنِّي أغَـنِّي كَي أرَاكَ مُجَـدَّدًا
فِي خَافِـقي وبِـرَقْـصَةِ الشِّـريانِ
كَم كُـنْتَ تَعشقُ أنْ تَذوبَ جَدائِلي
فِي رَاحتَيْكَ وكَمْ شَدَا فُسـتَانِي
هَل تَـذكُـرِ الأحْلَامَ فِـي أزْرَارِهِ
والمَاءَ إذْ يَسْري مِن الخِلْجَانِ
أوَ لمْ تَـذُبْ فِي كُـلِّ غُصنٍ في دَمِي
أو لَمْ تَـصُغْ فِي لهْـفَـةِ النّـشْوانِ
فَـرَحًا زَرعْتَهُ فِي يَدِي وَبِوَجْنَتِي
كَي تَـنْـتَشِي بِحرَارةِ البُـركَـان
أَنَـسِيتَ أنَّ عَلى يَدَيْكَ تَـشَكُّـلِي
مِن قَـمحِـنا .. مِنْ سُمْرَةِ الأوطانِ
أنّي مِن الغَـيمَاتِ حِينَ تَجَمِّلَت
مِن مـُزنةٍ كَـمْ أرْهَـقَـتْ نَـيْسَانِي
أنَـسِيتَ أنّـا قَـد زَرعنَـا نَجْـمَـةً
وَكَـتَـبْت فَـوقَ ضِيَائِـها عُـنْوانِي
أنَسِيتَ أنّكَ مِن وَميضِ مَرَاوِدِي
فَالكُحْـلُ أنتَ تنَامُ في الأجفانِ
أوَ لمْ تَكُـن بَـيْتًا أمَوْسِقُ صَدرَه
أنـتَ الّذي كَـم تَنْـتَشِي بِـبَـيَاني
كَم تَحتَفِي بخُطُوطِ كَـفّ أينعَت
في رَاحـَتِي.. وبِـرِقَّـةٍ بِـبَـنـانِي
هل تذكر الوردَ الّذي في خطوِنا
أم صرتَ تهوى لُعبة النسيانِ
جهاد المثناني
القيروان / تونس