ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة. ما أَنْجَبَتْهُ سَراديبُ القصيدَة .. مسابقة الشعر العمودي بقلم / أحلام بن دريهم . الجزائر

ما أَنْجَبَتْهُ سَراديبُ القصيدَة//

ذهَبتْ ..
لِأنَّكَ مُؤْمِنٌ بإِيابِها
فبِأَيِّ حالٍ كُنْتَ عِنْدَ ذَهابِها؟

أَخَلعْتَ صمْتكَ
حينَ أتعبَكَ الحَشا
بِحريقهِ!!
ووقفتَ عنْدَ عِتابِها

لتصيرَ فِكْرَتَها التي
انْبثَقتْ بِها وتسلَّلتْ
منْ خلْفِ وَصْوَصِ بابِها

حَتَّى تُغادرَكَ الطُّفولةُ
وقْتَها كهْلًا تدَرْوَشَ
في مَدَى مِحرابِها

وعلى طَريقَتِها
تؤَثِّثُ خُلوَةً،
تَسْمُو بِروحِكَ عنْ
ضَجيجِ تُرابِها!

فتركْتَ فوقَ الأرضِ طينَكَ
وانْطلقْتَ إلى السَّماءِ
على بُراقِ شِهابِها

ضوءَا يُصَلِّي الحُبَّ
في مَلَكوتِها
ويَرى مَسالكَهُ بعيْنِ صَوابِها

يا أيُّها المَنْسيُّ حيثُ هناكَ
دونَ نهايةٍ تبْدو ،
أمامَ ضَبابِها

مازلْتَ تحمِلُ في يديْكَ
فُؤادَكَ القنديل..
ثُمَّ تسيرُ في سِردابِها

وجِلًا مِنَ الآتي
وغَيْبُكَ في النَّوى
ظلٌّ..
تَمدَّدَ مِنْ وراءِ حِجابِها

تُلْقي عليهِ مِنَ الرُّؤى
تعويذةً!
خُطَّتْ بكفِّكَ تمْتَماتُ كِتابِها

وتظلُّ تسْرحُ في الضَّياعِ لأنَّهُ
ألْقى على رؤياكَ
همْس سَرابِها

تمْشي …
ووَقعُ خُطاكَ أثْقلُ كُلَّما
أفشيْتَ للطُّرقاتِ سِرَّ غِيابِها

فلأنَّها الماءُ الذي
أوْجَدْتَهُ لتُرابكَ
اسْتسقيْتَ غيْمَ جَوابِها

ولأنَّكَ الجسَدُ الذي تحْيَا بهِ
شربَتْ دِماكَ ..
فكنتَ مِن أسبابِها!

هي أنتَ لوْ خرسَتْ شفاهُكَ مرَّةً
صاحَتْ بروحِكَ
في رُؤى سَيَّابِها …

هِيَ أَنْتَ لَوْ ظَمأَتْ شِفاهُكَ مَرَّةً
راحَتْ تُبَلِّلُها
بِكَفِّ سَحابِها

لُغَةٌ تَهُزُّ مِنَ الفَصاحَةِ
-غُصْنَها-
فَيَصيحُ عُصْفورُ الرُّؤَى
– بِخِطابِها-

هيَ أُغْنِيات الماءِ
في جَرَيَانِهِ
مِنْ عُمْقِ مَوْرِدِها
إِلى تِسْكابِها…

فابْرَحْ بِها وَجَعَ الجَوارِحِ
– نوتَةً-
حَفِظَتْ عِتابَ العُودِ مِنْ زِرْيابِها..

شعر:
أحلام بن دريهم

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x