ها أنا أَنفُخُ في كل اتجاهٍ
– من أجلكِ –
أنْفُخُ في الرِّيحِ ،
فتَهتزُّ السُّفنُ ،
و الجِبالُ ،
مِنْ بَينِ يَديَّ هاتيْنِ .
كم مرةً صارتِ الأَكُفُّ حَجَراً ،
و صِرْنا نُصافِحُ بها
المَوْتى ؟
ثُمَّ ها أنا أنْفخُ في الرَّمادِ
و أدُسُّ العاصِفةَ في جِرارٍ منْ طينٍ .
هكذا ،
مع فُصُوصِ الماءِ
أدُسُّها بأصَابِعي الطَّويلَةِ هاتِهِ :
بالسَّبَّابةِ ،
و الإِبْهامِ .
أَنْفُخُ في كُلِّ شَيْءٍ :
في الرِّيشِ ،
و الرِّمَالِ .
فِي القَصَباتِ
و الشُّقوقِ ،
فلا أشْعُرُ كيْفَ نَبَتَتْ هَذِهِ الأَشْجارُ
مِنْ حَوْلي .
كم مرةً صَارتِ العُيونُ حَجراً
و صِرْنا نرى بها
جِباهَ المَوْتى فقط ؟
كم مرةً صارَتِ الأَكُفُّ و العُيونُ
سِلالاً من حَجَرٍ
ثم صِرْنَا لا نُصافِحُ ،
و لا نَرَى سِوى المَوْتى
و قدْ رَحَلوا بلا حَاشِيةٍ أو نِعَالٍ ؟
أنا لمْ أَكُنْ أنْفخُ للعَصَافيرِ الجَائِعِةِ
و لَكنْ
كُنْتُ أُعَلِّمُها كَيفَ تُمارِسُ حقَّها
في الطَّيَرانِ ،
و تَعُودُ إلَيْكِ .
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون