نص نثري مَجانينُ البحر تعال نَتجاذَب أطرافَ الجنونِ و نشاطرُ البحرَ أنا أخيطُ أمواجَ هِ بسنارةِ همنغوايّ الّتي صنعَها لبطلهِ الشّيخ أخيطُ له جلباباً من الصوفِ يقيهِ بردَ الشّتاء و أنتَ تصنعُ له أزرارَه من رذاذِ أمواجِهِ العملاقة أنا أمسحُ جبينَهُ بكفي و أنتَ تهمسُ لهُ بكلماتِ الغزل تعال نُديرُ دفةَ السّفينة باتجاهين متعاكسين أنتَ نحوَ الشّمال و أنا نحوَ الجنوب نديرُ مقودَها يميناً و شمالاً و نحتسي نخبَ رعونتنا من مائِه .. لنكملَ حكايةَ مجانينِ البحر و هناك على بعدِ أميالٍ نوارسُ البحر تخفقُ بأجنِحَتها وتسبحُ في الفضاءِ ربّما تنتظرُ عودتَنا كي نُشاركَها حفلَ زفافِها الجماعي وليسَ من مدعوين سوانا يا ترىُ كيفَ سنراقصُها هل رأتنا و نحنُ نخيطُ للبحرِ معطفَهُ ؟ وحين وصلنا السّاحلَ هرعتِ النوارسُ تلطمُ بأجنحتها ساخرةً منا ودعتْ كلَّ من كان هناك لتخبرَهُ حماقتنا حتّى البحرُ كان منزعِجاً منا كلما وقفنا ننظرُ إليه يصفعنا يصخبُ بأمواجِه و ينهرنا غاضباً ..غادرا .. لا مكانَ للمجانين هنا ..... علي جابر نجاح العراق / بغداد