ط
مسابقة القصة القصيرة

قصيدة :محطة أخيرة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمد إبراهيم محمد الصغير . مصر

الاسم:محمد ابراهيم محمد الصغير /مصر

الشهره:محمد ابراهيم

الفرع: القصه القصيره

الرابط: https://www.facebook.com/mohamed.elsaghir.940

تليفون:01158423527

محطة اخيره

منتصف الليل وأصوات الظلام وهمهمات المسافرين وهيكل قديم صدئ لقطار انهكته علي مر السنين حكايات السفر

،فاستقر متعبا علي رصيف المحطة القديم ،وكرسي بائس يقبع علي الرصيف تشد قوائمه بعضها بعضا محاولة السقوط في كل مرة لكنها تفشل ،ربما بسبب هؤلاء المسافرين الذين تجرهم أقدارهم للجلوس عليه انتظارا لموعد قطار الصباح إلي تلك القريه التي يسكن بين طياتها الاهل والأحبة وأصدقاء العمر ،وربما رفقاء السفر.

وهناك تبدو في الافق خيالات لأحد المسافرين تلوح ملامحه من بعيد شيئا فشيئا حتي يظهر منحنيا بحقيبتيه المثقلتين بحلم وذكري ،إن أمعنت النظر إليه لا تدري أيهم يحمل الاخر هو ام حقيبتيه !؟.

جر قدميه وارتمي متعبا منهكا بين احضان الكرسي وكأنه يضع احلامه وذكرياته عن كاهله مستريحا للحظات من طنينها الذي يدوي حول أذنيه صانعا سيمفونية زائفه عن الحنين.

يمر الوقت والهدوء يقتل المكان ،اين الناس!؟اين المسافرون!؟اين صافرات القطارات؟،لماذا لا اسمع شيئا ؟.

ظل علي هذا الحال شاخصا بنظره الي القضبان منتظرا للقطار ،إلاأن شعر بيد حانية تلامس يداه برقة فنظر اليها فإذاهي زوجته تساعده علي النهوض للحاق بالقطار والذي فجأه دنا منهما وكأنه جاء من احد سراديب الغيب بأضواءه البراقة وصافراته الرائعه التي لطالما اخبرته بالاقتراب من قريته .

ابتسم صاحبنا ابتسم جدا ،ثم هم بالنهوض ليلحق بالقطار ،لكن اضواءه البراقة اصابته مباشرة في عينيه فلم ير شيئا فوقع علي الكرسي ،وجلس مندهشا للحظات وهو يسأل ويفرك عينيه بكلتا يديه من هذه المرأه !؟وظل ينظر يمينا ويسارا مرتعشا فزوجته قد فارقت الحياه منذ زمن .

أغمض عينيه مرة اخري محاولا التنصت لتلك الأصوات التي نجحت اخيرا في الوصول الي مسامعه ،إنها ليست بالغريبه عليه ،فذلك صوت ولده الصغير وهذا صوت حفيدته الصغيرة ،وتلك الانفاس المرتعشة الخائفة هي انفاس ولده الكبير ،ثم الصمت يخيم علي المكان مرة اخري ويبدو لصاحبنا المكان من حوله شيئا فشيئا وتلك الأضواء تختفي ببطء رويدا رويدا حتي لايظهر امامه سوي الطبيب وبعض الممرضين وغرفة إنعاش ،وعبر النافذة اهله واحباؤه يلوحون له بحب ،والطبيب مبتسما حمد علي السلامة تمت الجراحه بنجاح.

ظل صاحبنا مذهولا اين القطار!!؟؟اين المحطة!!؟ ثم ابتسم وهو يسترق السمع الي صوت القطار الذي ينجح كل مره في الوصول الي اذنيه ،فأغمض عينيه اخيرا مبتسما وهو يتمتم بكلمات حول الوصول والقريه والاهل والأحبة ورفقاء السفر ،ثم لم يفتح عينيه مرة اخري وانتهي الامروهدأ القطار اخيرا معلنا الوصول نهاية المطاف .

تمت

محمد الصغير

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى