ط
الشعر والأدب

قصيدة : ملابسُ الإمبراطور الجديدة. للشاعر/ خالد صبر سالم – العراق

 

سيناريو للحكاية الشهيرة بهذا العنوان للكاتب الدنماركي
هانس كريستيان أندرسن
وأفـْلسَتْ خزينة ُالمدينهْ
فالإمْبراطورُ الأنيقُ أصدرَ الأمرَ لكيْ يُصْرَفَ كلُّ المال
في حياكةِ الملابس ِالثمينهْ
واُعْلِنَ التـقشـّفُ الشديدُ في الخزينهْ
واُصْدِرَتْ ضرائبٌ مجنونهْ
فالطفلُ لا يَرضعُ ثـَدْيَ اُمِّهِ الا على ضريبهْ والزوجُ لا يَلـْثمُ ثغـْرَ زوجهِ الا على ضريبهْ
والجارُ لا يَسألُ عن جيرانهِ إلآ على ضريبهْ
واُطـْلِقَ الشرطة ُوالكلابُ والجنودْ
ليَحْسبوا الأشجارَ والأثمارَ والزهَرْ
ويَسألوا كمْ قطرةً جادَ بها المًطرْ
كمْ سَعْلةً مَنـْهوكةً ، كمْ صرخةً مَكـْلومةً ،
كمْ حسْرةً يُطـْلقـُها المحْرومُ في متاهاتِ الضجَرْ
كمْ نـَغـْمَة ٍيَعْزفـُها الفنـّانُ عندَ شرفةِ القمَرْ
كمْ لهْفةً باكيةً دفينهْ
في قلبِ كلِّ عاشقٍ تـَسْهرُ في ليلتهِ الحزينهْ
ليفرضوا عليهم ضرائبَ الملابسِ الثمينهْ
ويفرضوا عليهمُ ضريبة َالهدوء ِ والسكينهْ
*
وسارَتِ الدولة ُ في خطـّتِها
فالإمبراطورُ الأنيقُ صاحبُ الدولةِ والسلطانْ
أذاعَ في بيانْ
بأنـّهُ قدْ قرَّرَ اسْتيرادَ حائكينْ
ليَصْنعوا ملابسا ً لشخصهِ عجيبة ً تكونُ مِنْ أعْظم مُنجزاتهِ
في حُكـْمهِ المُزمن ِ والمكينْ
ملابسا ًمُعجزةً لا يقـْدرُ المجنونُ أنْ يراها
*
ومرَّتِ السنينْ
واُنـْجـِزَتْ حياكة ُالملابس الثمينهْ
وقرّرّتْ حكومة ُالمدينهْ
بأنَّ يومَ ذالكَ الإنجازِ عيدْ
فشارَكَ المذياعُ والتلفازُ بالنشيدْ
واُخـْرجَتْ برامجٌ تـُمَجّدُ المُكتسَبَ الجديدْ
ودَبّجَتْ جرائدُ الصباح والمساءْ
صفحاتِها مُشيدة ًبالحَدَثِ المَجيدْ والشعراءُ
كانَ مهرجانـُهم مُباركا ً للمُنـْجَز السعيدْ
وسارَتِ المواكبُ الطويلهْ
يقودُها هتافُ أغبياءْ
تـُجدِّدُ الولاءْ
للإمبراطور الأنيقِ دونـَما حَياءْ
واتـّجَهَتْ لقصْرهِ ذي الشرْفةِ البَهيّهْ
تـُريدُ أنْ يَجْلدَها بخطـْبةِ ثوريّهْ حتـّى إذا أطلَّ مِنْ شرفتهِ جُنـَّت وضجّتْ صاخبهْ
هاتفة ً: تحيى ثيابُ العاهل الثمينهْ
وأطـْلـَقـَتْ صرخاتِ إعْجابٍ بها مفـْتونهْ
لكنّ طفلا ً كانَ يرْنو مِنْ بعيدْ
مُسْتغـْربا ًمِنْ أمْر ثوبِ العاهل ِالجديدْ
مُتمتِما :ــً أينَ هيَ الثيابُ؟!
الامْبراطورُ الأنيقُ عار ٍ
وهذهِ عَوْرتـُهُ ليسَ لها حجابُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى