نص نثرى
( ملاك من فلسطين )
ــممدوح فارس الوقية من سوريا
حيْنَ نَخْلَةٌ طَلَعَتْ
مِنْ سُهوبِ الظِّﻻلِ
فلسطينيَّةُ القَدِّ
شاميَّةُ المقلتينِ
بِها وَلَهُ اﻷنبِياءِ
وَمِنْ صُبْحِ آياتِها
فِتْنَةٌصاغَها البَحرُ
ثُمَّ انتَحى عابِثاً
مِثْلَ طِفْلٍ شَقيٍّ
يُداعِبُ دُمْيَتَهُ بابْتِهالِ اليَدَيْنِ
وَفي غَفْلَةِ الرّوْحِ ذاتَ مَساءٍ
مَشى نَحوَها رَبُّ هذا الوجودِ
تأمَّلَ ماأبْدَعَتْ راحَتاهُ
وَحَطَّ عَلى صَدْرِها كوكَبَيْنِ
وَباحَ لَها لَسْتُ أدْريْ بِماذا !!
وَلكِنَّهُ مَدَّ نَحْوَ حُقوْلِها يَداً
وَعَبَّ عَلى مَهْلٍ شَذاها
وَشَكَّ بِمَفْرِقِها ..زَهْرَتَيْنِ
وَأَعْلَنَ لِلْكائِناتِ الَّتي
هَجَعَتْ في الذُّهُوْلِ
سَأَجْعَلها كَعْبَةٌ لِلَّذيْ
يَفِكُّ طَﻻسِمَ آياتِها
وَمِنْ وَلَهٍ….
سَوْفَ تَهْديْ البُروقُ لَها
سِهاماً مِنَ السِّحْرِ
في المُقْلَتَيْنِ
وَكُلُّ صَباحٍ بِنافِذَتِها
سَيَهْطُلُ طِلٌّ
على..الشَّفَتَيْنِ
وَفي ظِلِّ مِحْرابِها
يَسْجُدُ اﻷَوْلِياءُ
وَيَأْتي المَﻻئِكَةُ الطَيِّبونَ تِباعاً
يُعِدّوْنَ مِنْ أَجْلِها مَذْبَحاً لِلنُّذوْرِ
وَفيْ بَهْوِ أَحْﻻمِها يوقِدونَ لَها
غابَةً مِنْ شُموعٍ
وَبَيْنَ حَنايا يَدَيْها
سَيَمْشيْ غَداً حافِياً
كَيْ يُصَلّي..الحُسَيْن
ﻷَني ابْتَسَمْتُ حيْنَ أَطَلَّتْ
أَتَتْ نَحْوَ روحي
تَميْسُ بِخَطْوِ الغَزاﻻتِ
تُلْقيْ على كَتِفي
ظِلَّها المَﻻئِكي
وَمِنْ دِفْئ مَبْسَمِها
رَتَّلْتُ كِلْمَتَيْنِ
قُلْتُ لَها :
لَيْتَكِ امْرَأةً
كَيْ أُجَلِّلُ بالشِّعْرِ
زَهْرَ …رُؤاكِ
وَلَوْ كُنْتِ لَيْلى
لَما كُنْتُ أَدْمَنْتُ
إلّا…هَواكِ
فَتَجُنُّ بِيَ الرّوحُ
حيْنَ…أَراكِ
وَصِرْتُ أُناديْ
على الوالِهيْنَ
تَعالوا لِأُخْبِرُكُمْ
كَيْفَ يُمْكِنُ لِلنَّخْلِ
أَن يَسْتَويَ بَشَراً
عامِراً بِالبَهاءِ
وَما كُنْتُ أَقْصِدُ
هَلْ تَعْلَميْنَ… سِواكِ
أَجُنُّ بِكِ
مِثْلَما هامَ قَيْسٌ
بِمَنْ نَسَجَتْ
إسْمَها مِنْ سَناكِ
فَإنْ قيْلَ :
هذا الَّذيْ
سَحَرَتْهُ غَزالَةٌ
صارَ نَبِيّاً
يَفَتِّتُ في عِشْقِهِ
في الدُّروبِ قَصائِدَ شَوْقٍ
وَلَيْسَ لَهُ في الهَوى
غَيْرَ مِلْءُ ….. اليَدَيْنِ
أراكِ …
تَطُلّيْنَ يانَخْلَةَ الرّوْحِ
مِثْلَ المَﻻكِ الجَّليْلِ
وَتُلْقيْنَ خَلْفَكِ دَمْعَ العُيونِ الّتي
أَوْمَضَتْ مِنْ ….خُطاكِ
وَنَحْوَ فُؤادي المُعَذَّبِ تَرْميْنَ في غَفْلَةِ الخَلْقِ….رَيْحانَتَيْنِ