” مواكب الفرح ”
ضاق الأفق بما رحب ..
وذي القصيدة تنتحب
فيها الكلمات وتتوجع
تعرت من الحروف
هجرتها القوافي وما باحت
بعد بسرها المكنون في الفؤاد
تحجرت المدامع في المحاجر
والأنفاس تحشرج في الحناجر
وتلك الثكلى أنهكتها لوعة الفراق
صدتها الجدران….توددت للمقابر
علها تعدد محاسن فقيد
ووري الثرى وما احد رثاه
منهكة الوجوه ومرهقة
تزمجر اللحظات تعلن
ارتحالا من زمن الوباء
صارت الأقنعة حقيقة
وقد كانت من قبل في الخفاء
بات الزمن هاربا في المدن الخلفية
وعقارب الساعة تردد
تراتيل في قفر الغياب
يرتد الصوت فلا صدى
وذاك المدى ضاق
فلا امتداد في الافق….
انحسرت الرؤية وكم شاقتها
هاتيك المجالي….
غاضت العيون فما عادت
تتدفق ….تنذر بنضوب المعين
وتلك السنون ترتحل ….
نالها الاعياء من انتظار
أيام تقفز على الغمام
تباعدت الرؤيا في أضغاث
الاحلام….في كون غفت
على أديمه حثث السكارى
أثقلتها المحن…..
وتلك السنديانة انحنت
لزنابق عشقت فجر التمني
في مواكب الفرح الموعود
على موائد الأعياد
تئن من الاعياء …على قارعة
زمن يسطره اللؤماء….
حينئذ ينشق القمر مدبجا
ثملا بحبر ينزف ..
من جروح الردى …اعتصرته
ليال تعطرت بشذى
خصوبة الفردوس أطل
من وراء الغيوم في العلياء
كم دنستها نعال الطغاة
داست على أجداث ….
كم انهكتها خطوب البلاء
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون