قصيدة : مَأْلَكَةُ الجَنانْ . للشاعر / محمد أبو الرجال .مصر. مسابقة الشعر العمودى

قِفي مِنْ إباءٍ ، واسْتَبيحي سَرائِري

لَعَمْـرُكِ إنِّي فيــكِ لَسْتُ بِضائِرِ

إذا مـا سَعَـيْنَ الواشِـيــاتُ بِفِـرْيَةٍ

فَحَتْمـًا إلَى اللُّقْيا تُساقُ خَواطِري

وَإنْ رَمَتِ الأّيـَّامُ سَهْـمَ مَنِـيَّـتي

وَرُدَّتْ لِأَكْنـافِ الـــوَراءِ الـمُـسافِرِ

وَقَدَّ التَّنــائي مِنْ شُجونٍ قَميصَنا

بِغَيْرِ افْتِـتانٍ كَيْ يُغيـضَ أَواصِري

فَقـومـي عَـلَى الآكامِ دونَ تَرَيُّـثٍ

وَقولي عَلَى الأَشْهادِ مَنْ ذا كَشاعِري ؟

فَهُـنَّ اللَّواتي قَدْ شَقينَ ، وَلَمْ يَعُدْ

شَقـــاءً سِوانا لا يُضـامُ فَحـاذِري

يقولــونَ أَضْحَى بالوَقيعَةِ هانِئاً

وَزَيْفاً تَغَنَّى في بَهيمِ الضَّفائِرِ

وَيَكْني بُثَـينًا في القَـريضِ بِغَيْرِها

يَبيتُ طَروبًا باخْـتِلاقِ الـمَـشاعِرِ

أَنا مُرْغَمٌ عَزَّ اصْطِباري عَلَى الجَوَى

وَلَيْسَ بِمَحْمـودِ العَـواقِبِ ضـائِري

سَقَـتْنا اللَّيالي العَلْقَمـاتُ مَناهِـلاً

وَفي كُلِّ نَخْــبٍ تَسْــتَفــيقُ جَـرائِري

إذا ما الْتَقَـيْنا نَسْرِقُ اللَّحْظَ خِلْسَةً

كَأَنَّ عَلَى الأَعْنـاقِ كُلَّ الخَـناجِرِ

فَلَيْلٌ مِنَ النَّجْـوَى تَباعَدَ فَجْـرُهُ

وَدَهْـرٌ مِنَ السَّلْوَى أَحَـلَّ دَياجِري

وَجَفْـنٌ مِنَ التَّسْـهيــدِ طـالَ رَجَـاؤهُ

يُقَدُّ الغَضا مِنْ دَمْعِهِ الـمُـتَناثِرِ

وَصَـدْرٌ شَجِـيٌّ لا يَمَــلُّ نَحــيبَهُ

بِنَبْـضٍ تَرَدَّى فــيكِ غَـيْرَ مُكابِرِ

أُقَلِّـبُ أَيامَ التَّـصـابـي وَلَيْـتَــها

تَنامُ عَلَى كَفِّ الوِصالِ دَفـاتِري

تَأبَّطَـتِ الأَيَّـامُ شَـراً كَأَنَّـهـا

تَجُرُّ الفَنا قَهْراً عَلَى كُلِّ ثائِرِ

كَشـادٍ عَلَى الأَفْـنانِ مَلَّ غِــناءَهُ

كَأَنَّ الدُّنا حَطَّتْ عَلَى كُلِّ طائِرِ

فَلا الطَّــيْرُ يَرْضَـى أَنْ يَشُــدَّ رِحـالَهُ

وَلا الغُصْـنُ مِنْ فَرْطِ الغِـناءِ بِخاسِرِ

تَوالَتْ عَلَيْنا الحـادِثاتُ وَكُلَّمـا

تَشـافَهْتُ شَجْـواً تَسْـتَثـيرُ مَجـامِري

أَقـولُ وَهَـذي الـرُّوحُ أَقْــرَبُ جـارَةٍ

وَلَيْــسَ بَعـيـداً مِنْ فُـؤادي مؤازري

إذا كانَ خُسْـرانُ الفَـتَى بَعْـضَ إلْـفِهِ

فَدونَ بُثَـيْنٍ لا تُعَـدُّ خَسائِري