( مَنْ أنتِ)
مَنْ أنتِ ؟ !! قولي: ولا تُبْقي لهم هَدَفَا
وضمدي مِـنْ عميقِ الجُرحِ مـا نَــزَفَا
وهَـيجِـي آهَــةَ الـمدفــونِ تَــعْــصِرُها
مَلامِحُ الخوفِ – في عينيهِ- مُذْ وَقَفَا
لا همَّ يحْدوهُ إلا أنْ يرى غَطَشًا
مع الظلامِ يُغطي خطوَ مَنْ رَصَفَا
لِتَسْتَنيرَالرؤى مِـنْ عُمْقِ جَذْوتِهِ
مَشاعِلًا… تَقْتَفي ظَهْرَ الصقيعِ دَفَا
هيَّا اصْدَحي في نواحي الأرض مُعلنةً
ألقابَ فَخْرٍ صَداها للمدى عَزَفَا
بُوحي بِـأني أنا الـماضي بِلذَّتِهِ
وأنني الحاضرُ الأوفى… ولستُ جَفَا
رُدِّي حَـياةً لِـمَـنْ أضنى الـغيابُ بِهِ
غَدْرًا… يُنادي بأسرابِ الـخِداعِ.. وَفَا
هُـمْ قَــدْ أَتــوكِ على عَـجْـزٍ أما عَـلِمُوا
أنَّ الـدَّفـِينَ مِـنْ الأشواقِ مـا ضَعُـفَـا؟!
تَـسَلَّقـــوا إثْــرَ حُــبٍّ ثَــابِــتٍ ولَــهُ
فُـــروعُ فَيءٍ -عــلى خَيباتِـهِم- وَرَفَـــا
عَذْبُ التفاصيلِ مِـنْ أجزائهم سُحُبٌ
تُـظَــلِّـلُ الكُـلَّ…إِنْ إِجْـرامُهُمْ وَكَــفَـا
أوراقُهمْ سَقَطَتْ عَنْدَ الشتاءِ بلا
خَريفِ وَعْدٍ فَصاروا -بالطلولِ- عفى
لِأنهمْ شبَّهوا رَقْشَ الحروفِ بِمَنْ
دِماؤهم نَقَشَتْ -بينَ الوريدِ – صَفَا
تفننوا في صِراطِ الدَّسِ كي يَثِبوا
على حبيبين غَيرَ الحبِّ ما عَرَفَا