قصيدة النثر “نافذة المجاز”
للشاعرة كريمة دلياس من المغرب
نافِذَةُ الْمَجازِ
لِعُرْيِ الْكائِنِ
لا تَتَّسِعُ نافِذَةُ الْمَجازِ.
مِنْ ظِلالِ الْأَرْواحِ تَسْتَنْسِخُ إِطاراتٍ فارِغَةً،
وَتُطِلُّ عَلى الْعَدَمِ.
في عُرْيِهِ
يَسْتَنْسِخُ الْعُرْيُ عُرْيَهُ،
وَيَنْثُرُ،
عَلى عُيونِ الشّاشّاتِ،
الرَّمادَ.
عالَمٌ مُنْكَبٌّ عَلى وَجْهِهِ،
مُنْشَغِلٌ بِالْبَهاراتِ،
وَصَيْحاتِ المْوضَةِ،
بِفَضائِحِ النُّجومِ،
وَتَقَلُّباتِ ساعَةِ الرَّمْلِ.
لِسُلالَةِ المْارِقينَ،
يَسْتَنْسِخُ عُرْيَهُ الْعُرْيُ،
وَيَسْلُخُ جِلْدَ ذاكِرَةٍ.
يَشْفِطُ الْمُثْخَنَ مِنْ دَسِمِ التَّرَهُّلِ،
وَكَيْ يُلَمِّعَ وَجْهَ الْفَزّاعاتِ،
يُعَلِّبَها في قارورَةِ صَمْتٍ.
فَزّاعاتٌ تَنْصِبُ خِيامَها في الرَّأْسِ،
وَطَرَباً لِلرّيحِ تَرْقُصُ.
يَسْتَنْسِخُ الْعُرْيُ عُرْيَهُ،
وَكَأَيِّ كائِنٍ زِئْبَقِيٍّ،
يَتَشَظّى،
يَفْقَأُ عَيْنَ الْمَعْنى،
يَجْلِدُ الْفَراغَ،
وَيَسْتَعيرُ الْبَياضَ.
أَرْكُنُ إِلى سَفْحِ الْمَجازِ،
تُغادِرُني أَنايَ.
أَمْشُقُ قامَةَ الرّيحِ،
وَمِنْ ظِلالِ الرّوحِ
أَغْزِلُ حَبْلَ الْوِصالِ إِلَيَّ،
أَتَدَثَّرُ بِأنايَ،
فَيُرَدِّدَني الصَّدى
دَمَ قَصيدَةٍ مَسْفوحاً.