ط
الشعر والأدب

قصيدة : نايا للشاعرة / روشن علي جان / سورية

نايا..
كلُّ المساحاتِ الاسكندنافيّةُ الضّالةُ
لاتساوي ضحكتكِ
أنتِ الغريبةُ مثلي في خرائطِ التيهِ
عيناكِ المشوبتانِ بفضّةِ جبلِ زاوا
ملاذاتٌ حانيةٌ لأشجارِ الغرَبِ
إن قلتُ نايا
تلدغني نملةٌ حمراءُ
وتشدو في يدي ينابيع الضوء
إن عانقتني
تُراودني غاباتُ الصنوبرِ
وتشهقُ غيمةٌ تتقنُ لغةَ الفراشات
أتنفّسُ برئةِ الحقولِ زهواً
مجرّاتٌ تلتهمُ نسيمي
نايا.. طفلةٌ من ترفِ المواسمِ الجريحةِ
اذا شاقها همسُ الطائراتِ الورقيّةِ
تؤرّقُ زهرَ اللّيمونِ
تُثني على تباريحِ الشذى
فيترجلُّ الربيعُ في مفترقِ الكلامِ
كلّما أطلّ صباحها الورديّ
قرصتُ خدّ نجمةٍ تُسكرني بالشغبِ
وشرّعتُ للقمرِ نشيدَ النوارسِ
نايا كائنٌ ضوئيٌّ من ذاكرةٍ بعيدةٍ
فُلّةٌ تهتدي بالأثرِ
فتتراءى الغَبشةُ صغيراتٍ
بتنانيرَ قصيرةٍ
صغيراتٌ يلثُغْنَ في مستهلِّ الحكايةِ
ياصغيرتي..
دجّالٌ ليلُ المنفى
وهذه المختبئةُ خلف قلبٍ مفطورٍ
أجنحةٌ تدمع
لاتسألي دمعي الغريب كم أحبّكِ
أنا التي بايعتُ ثغركِ بريقِ الزهرةِ اليانعةِ
ماأن يهفو اللافندرُ الهيمانُ في قلبي
تختلجُ الطفولةُ على بعدِ دهشتينِ من الحياةِ
ويتوشّحُ الطلُّ بتراتيلِ الشجرِ
رديفٌ من نوّارةِ المعنى
يترقرقُ في تفاحةِ القلبِ
أغنّي لضفائرَ من نعناعٍ
تزدردُ الحنينَ
تُردّدُ نايا معي أغاني الحالمينَ الذينَ
سافروا في البحرِ ذات فجرٍ مبلّلينَ بالوجعِ والغيابِ-

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى