– نزف بغداد –
وأُريقَ من دمكِ الزكيَّ الأكرمِ
فلأيَّ نزفٍ من جراحكِ أنتمي ؟
وثَوَتْ على خدّيكِ قبلةُ بائسٍ
آضَتْ -على فرطِ الحياء- لِبلْسَمِ
وتنهّدَ الشفقُ العليلُ كأنّما
قد جلببَ النهرينِ ثوباً من دمِ
وتسامقتْ كلُ ٱشتهاءاتِ الردىٰ
كيما تطالَ صداكِ في سغبٍ عمِ
وتجرأَ الوهمُ الكليلُ على الثرى
وبكىٰ اديمُكِ في نشيجٍ أبكمِ
جاد السحابُ فأوشلوا منه الندىٰ
وٱسترخصوا أُزُرَ الحِمام الى ظمي
رسموا على جُرُزِ الغيوم حجارةً
وٱستنزلوا منها رَغاماً يرتمي
ياألف آهٍ -لو أذِنَّ لصرخةٍ –
تسعى الى حلُمٍ أثيثِ الأنجمِ
بغدادُ حبلىٰ في مواجعِ دهرِها
ثكلىٰ بأزهارٍ رَبَأْنَ ….وبرعُمِ
رقدَتْ على جمر الخيال -سنابلاً- ً
فتفتّقتْ غُصصاً …..ولمّا تُطعِمِ
هزّي اليكِ الجذعَ يندلقِ المنىٰ
من راحتيكِ على شفاهٍ صوَّمِ
أفواهُ جَوعىٰ في الدروب فواغرٌ
نبشتْ فضاءَكِ كي تعيش بأنْعُمِ
تقتاتُ من حلمٍ أثيلٍ ، علَّهُ
ينسابُ من شهدِ القراح بزمزمِ
أو تستدرُّ بضَرعها خمرَ الهوى
تمتاحُ من عذْبٍ …ولما تُفطَمِ
هي قد أبَتْ حتى يشيحَ -لصبرِها-
عنها الزمانُ بوجههِ المتبرّمِ
فَنَزَوا عليكِ وما رعوكِ رعايةً
الا ٱحتطاباً من رضابٍ في فمي
…………………….
الشاعر عبدالباري محمد المالكي