ط
الشعر والأدب

قصيدة ( هلوسات المساء ) للشاعرة / حياة مصباح

أيها الغافي بين أهداب الغياب

وأنا أجتر في هواك قصائد الشوق

تجتاحني كمعمان الصيف

همسي صار متسعسع الحرف

إحياؤه تأرج عَرفك

وتبلج عُرفك في قافية الصدر

فرند أنفاس طيفك تجدّر في عمق السحر..

وهلهلة المناجاة تروادني لأرتل صحائف

الوجد على أرصفة الفؤاد

كمن دحا السّبع الغبر

ليتنفس من عين الشمس

شعاع الإفلات من قبو الانتظار

يتوق لعناق أشلاء الحرية

كالمُنْشَط من العقال

فتجتذبني حبال الاشتياق

كالعَضْب الجُزار في جوف الليل

فلما قضى هذا الأخير نحبه

وغوّر الصبح شهبه

وبعد أن هدّني نجيّ وسواس

تسلل عبر أثير هواجس

تنتاب دبدبات نبضات معلقة على

جدار الصمت

حادني هواك على أن أنتجع اليراع

وأغوص في بحر القرطاس

كي ألملم ما بقي من هودج عروس

النخل تحت ظلال الضفتين..

إلى أن صغت شمس همسي للغروب

فكان المساء على موعد مع أوتاري

الثكلى بالحنين..

فافترعتُ الأبكار لغزل القصيد

ونظمتُ السِّمط في نسج الحروف

حتى ركد النسيم وحصحص التسليم

فقمت أناجي طيفك في محراب العاشقين

لأشفى الداء العُقام

وأجبر مقلا نضب ضحضاحها

من نثر درر الياسمين على خد اليأس..

فهل من مصباح يؤمنني العثار

في دياجير البحث عن سبيل اللقاء

المرصع على ألواح القدر

حيث أكتب أنا وأنت ما نشاء عليها

وننقش معلقات التيه في سحائب الهيام

وينجلي عن الفؤاد ضوء القبس

وتكتحل الأحداق برؤيتك التي

طالما خامرها الحنين إليك في

ليالي السهاد التي رسمت فيها

وجهك على عتبة الفؤاد…

أ.حياة مصباح

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى