يُحيِّرُني ابْتِعادُكِ دونَ عُذْرِ
وصدُّكِ لي بلا سببٍ وهجري
أنا بصراحةٍ إنْ غِبْتِ عني
سأبقى شامِخًا كَشُموخِ نَسْرِ
وحتى إنْ عشِقْتُ فلسْتُ غِرّا
ولستُ مُنافِقًا سرًا وجهْرا
فمنْ يطلُبْ مُعانَدَتي وَقهْري
لِيعْلمْ أنَّني ما زِلْتُ حُرّا
لَعَمْري قد ظَننْتُكِ عِشْقَ عُمري
وكانَ هواكِ لي سعْدي وفَخْري
ولكنَّ ابْتِعادَكِ كانَ مُرًا
وكانَ بلا وداعٍ بلْ بِغدْرِ
أحاولُ جاهِدًا حتى أُداري
حنيني واشتياقي وانتِظاري
مكابرَةٌ تُعذّبُني ليالٍ
وصمْتي غيْرُ مُجْدٍ واصطِباري
حبيبي لستُ أدري هلْ وفائي
غدا سببًا لقهري وابْتِلائي
أنا ما عُدْتُ أفهمُ أمرَ حُبّي
حسِبْتُ بِهِ نعيمي لا شقائي
أجلْ ما عُدْتُ أفهَمُ ما يدورُ
لِأَنَّ الحبَّ في الدُنيا يبورُ
ألا تبَّتْ يدا زمنٍ عقيمٍ
وَتبَّ هوى يُغَلِّفُهُ فُتورُ
أمِنْ خَلَلٍ أصابَ القلْبَ فينا
فَأُفْقَدَنا الهوى فَقْدًا مُبينا
أمِ العيْبُ الوحيدُ أصابَ عصرًا
فأفْقَدَنا المَودَّةَ والْيَقينا
د. أسامه مصاروه