قلبي تضَوَّرَ غربةً وتَحَوُّجا
واستذأبَتْ فيه الهمومُ وما نجا
وظننتُها ضاقتْ عليَّ حِبالُها
وبأنها مرصودَةٌ لن تُفرَجَ
ناديتُهُ والليلُ طاغٍ مُسرِفٌ
وأجابَ فانْشقَّ الضياءُ وأَبلَجَ
يا مَن سجَدْتُ له فزادتْ رِفعَتي
واخضَرَّ عمْري بالمنى وتَأَرّجَ
مهما نأى عني الذين أحبُّهم
ورموا زهوري في خريفٍ أهوَجَ
وشَرَوا فؤادي دونما ثمَنٍ ولو
بَخْسٍ، وألقوا بي إلى شَرَكِ الدجى
ستمدُّ لي كفَّيْكَ أفتحُ فيهما
من بينِ أنيابِ النوائبِ مَخرَجا
ستضيءُ لي عيناكَ دربي، كيفَ لا
أنجو! وقلبي مِنْ عطائِكِ أُسْرِجَ!
ستقولُ: كُنْ، فأكونُ كيفَ دعوتُ لي
وكأنما ما كانَ حظي أعرَجَ
لا حزنَ أذرِفُهُ وقُربُكَ مُشرِعٌ
أبوابَهُ، نِعمَ الحبيبُ المُرتَجى
نفين عزيز طينه