ط
الشعر والأدب

قصيدة :واسَّاقَطَتْ شَوْقـًا .. للشاعرة / هبة الفقي

جُـــرحٌ يَثـــورُ وأنَّـــةٌ لا تَـنْـطَـفــي

ومَشـاعِـــرٌ ثَكْلــى تَــدور بِـأَحْــرُفي

مُحْتــالَـــةٌ هَـــذي الدُّمـــوعُ فَكُلَّمــا

قُلْــتُ اكْتَفَيْـتُ..وَجَدْتُهـا لا تَكْتَفـي

أعْـدو عَلـى جَمْـرِ اشْتِياقِـكَ مِثْلَمــا

يَعْـدو بِجَـوْفـي الشِّعْـرُ دونَ تَوَقُّـفِ

وبِـرَغْمِ نَــزْفِ الْأُمْنِيــاتِ عَلى يَـدي

مازِلْـتُ أَعْشَــقُ في يَدَيْكَ تَصَـوُّفي

تَنْــأى فَتَتْبَعُــكَ الْحَيـــاةُ بِأَسْــرِهــا

والنُّـورُ مِـنْ عَيْـنِ الْمَبـاهِـجِ يَخْتَفي

والّليْـلُ يُنْشِـدُ في الْغِيـابِ قَصيـدَةً

تَكْفـي لِأنْ تُدْمـي بِـروحي ما شُفي

وبَــراثِــنُ الْــوَقْـــتِ الّتــي رَبَّيْتَهـــا

خانَتْــكَ مُــذْ ذاقَـــتْ ثِمــارَ تَلَهُّفــي

تَجْتـاحُنـي لُغَــةُ الْبُكـاءِ فَبـي هَـوَىً

صَعْـبٌ عَلَـى التَّــأْويلِ دونَ تَطِـرُّفِ

أَدْمَنْـتَ جَــرْحَ الْأُغْنِيــاتِ وَلَـمْ أَزَلْْ

بِفُنـونِ عَـزْفي فَـوْقَ عـودِكَ أَحْتَفي

وأَكــــادُ أَعْتَنِــــقُ التَّصَبُّــــر إِنَّمـــــا

(قَلْبــي يُحَــدِّثُنــي بِأَنَّــكَ مُتْلِفـــي)

أنْفــاسُ أحْــلامــي تَشُـــدُّ رِحــالَهـا

نَحْــوَ الْمَسـافـاتِ الّتـي لَـمْ تُنْصِـفِ

والذِّكْـرَياتُ تَدورُ جَـوْعَى في دَمي

تَشْتــاقُ عَيْنــاهــا لِصُبْــحٍ مُـرْهَــفِ

نَشْــوَى تُحَدِّثُنـي مَجـازاتُ الّليـالي

عَـــنْ سَبيــــلٍ لانْـهِـمــــارٍ مُتْـــــرَفِ

وتَشُــدُّنـي أَرْضُ الّلقـــاءِ لِراحَتَيْهــا

مُـنْـــذُ أَنْ أعْلَـنـــتُ لَحْـــنَ تَعَفُّفـــي

فــي أَضْلُعـــي وَتَـــرٌ تَعَثَّـــرَ ريقُــــهُ

قَبْــلَ الْغِنـــاءِ ودَمْـعَـــةٌ لَــمْ تَــرْأَفِ

ومَـدَىً مِــنَ الْآهــاتِ تَأْكُـلُ بَعْضَهـا

وتَفِـــرُّ للشَّكْــوى كَـإِخْــوَةِ يوسُــفِ

أدْرَكْــتُ أَنّــي مُـــذْ تَجَلَّــى وَجْهُـــهُ

سَأَصيـرُ أُنْثَـى في الْهَـوى لَمْ تُعْرَفِ

فَنُفـوسُ أَهْلِ الشَّوْقِ لَحْظَةَ وَصْلِها

تَفْنَـى وتَحْيـا مِــنْ جَـلالِ الْمَوْقِــفِ

كُــلُّ الّلغــاتِ إذا شَــرَعْـتُ لِذِكْـــرِهِ

تَنْســـابُ مِـــنْ كَفَّـــيّ دونَ تَكَلُّـــفِ

والْمُفْـــرَداتُ تَهُـــزُّ جِـــذْعَ حَنينِهـــا

حَتّـى تُساقِـطَ دَهْشَــةً لَـمْ تُقْطَــفِ

أصْبـَحْـتُ أوَّلَ نَبْـتَـةٍ مَـدَّتْ جُــذورَ

الْمُعْجِزاتِ لِتَقْبِــضَ الْمَعْنـى الْخَفي

مَهَّـــدْتُ لِلْـعُشّـــاقِ دَرْبَ جُنـونِهِـــمْ

وَوَصَفْتُ فَوْقَ السَّطْرِ مالَمْ يُوصَفِ

إنّـي اصْطَفَيْــتُ الْحُــبَّ أوَّلَ مَـــرَّةٍ

لِيَظَـلَّ لـي فــي كُـلِّ يَـوْمٍ يَصْطَفـي

وَوَهَـبْـتُـــهُ دَمْـــعَ الْقَصـــائِـدِ رُبَّمــا

يـوفيــهِ لَـوْ كانَـتْ دُمــوعي لا تَفي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى