ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

قصيدة : وقتما يبكي الآثمون . مسابقة الشعر النثري بقلم / محمد عبد الله صالح على . مصر

خاص بمسابقة شعر الفصحى (قصيدة النثر) لمهرجان همسة الدولي للأداب والفنون الدورة العاشرة 2022
الأسم /محمد عبدالله صالح علي
المحافظة /قنا
رقم التليفون / 01066394702
عنوان القصيدة/ وقتما …يبكي الآثمون
…….

وقتما يبكي…. الآثمون
———————————-

أي فضيلةِ تَدعيها أيها الشيخ
وأي ربِ تريدنا أن نرتضي بقضائِه
عَمْامتُك البيضاء
المثقلةُ بأَوزارِها
وتَسابِيحكَ المجهدة
لم تعد مقنعة
حتى الله الذي وهبنا صوته
لم يعد قانعًا بك

(٢)
هنا وفوقَ رؤُوسِنا
يَدقُ الليلُ أوتاده
عشرونُ أخًا لي
لم يبدلوا ثيابَهم الكاذبة
ولم يكفّوا…
عن نصبَ حيلهم أفخاخًا
طمعًا في الليل وحسناواتِه
أخي الأكبر
يرتدي عباءةَ لا تميل إلى الحقيقة
ويدعي أن بها وحيًا قد تنزّل من الله
والأخُ الأصغر
يدركُ تمامًا أن ما بجمجمتِه
ما هو إلا بعضُ كارثة
ولكن يكابر
وما بينهما… بين… بين
هكذا نحن
بلا مستقبلِ واحد
وبلا حقيقةِ واحدة
كأننا لم نرْ أنبياءَ
ولم نخالط ملائكة
الصلاةُ وحدها يا إخوتي لا تكفي
صوتُ الله الذي في صدورنا وحده
أيضا لا يكفي
نتساءل….
كيف للمذنبين أن يتوبوا
وثمةَ من يؤمنُ بإقامةِ الصلاةِ
وقتما يبكي الآثمون
ربما قد نرى الله جهرًا
ونتعظ…….
لم أكْ جبانًا
حينما تخلتْ يدي عن البندقية
وصِحتُ. ..
أكرهُ الحربَ
وسفْك الدماء
أكره ما في عقولكم
وما في قلوبكم
أكره بيتا تحجّون إليه بأطماعكم
وأكره نبيًا لا نراه إلا في ضمائركم
أكره… وأكره
الطفلةُ التي خرجت من جنبي
لم ترْ منكم غيرَ الفتات
سئِمنا من الوقوفِ خلفَكم
حتى في الصلاة
أحلامُنا بلا مئذنة
ودعاؤُنا يستحي أن يلقى الله
كيف…..
ودمنا بدمِنا
ملقىً صريعا علي الإسفلت
يا شيخ……
أي نبؤةِ تلك التي جائتك بأسرارها
والالهةُ تلك حطت عليك بأقوالها
يا شيخ….
لسنا حمقى
ولسنا عدائيين
ولم نحمل مكر إخوةِ يوسفَ
أو زوجةِ العزيز
يا شيخ…
أي شهادة تُريدنُا أن نرددها
وقِبلةٍ نبني نحوها مصلّانا
ونرفع الأذان بداخلنا في صمت؟!

(٣)
الأرضُ تستعدُ لفتحِ بُطونها
وتخرجُ تنانيرها
لتلتهم المهمّشين والمتعَبين
ومَن لا يحملون في جيوبهم شيئًا من الكذب
الأرض سيئةُ وقاسيةُ كتجّارها
تحملُ أوزارَهم ويحملونَ أوزارَها
منفعةُ بمنفعة
تبيعهم أحلامَ البسطاءِ
والكادحين….
الدماءُ طريقةُ سهلةُ لإخمادِ ثورة
وردْعِ معترِضين….
رصاصةُ واحدةُ تكفي لأن تغيرَ حقيقة
وتشربُ على نخبِها كأسًا من النبيذِ
وأنت ممددُ الساقين
بينما أمٌّ تلملِم أشلاءَ رضيعِها
وأبٌ معلقُ في آخرِ كلمةِ
خرجتْ من صدرِ ابنتِه
أي وطنِ نلقاهُ حيًا بعد الآن؟
وأي ثورةِ ستأتي بثمَارِها؟
الشوارعُ تلفُ بعضَها في بعضِها
وتأخذُ جانبًا بعيدًا وتبكي
ورصاصةُ هناك ستخربُ قلبَ طفلة
أين البطولةُ
في شق ثوب امرأة
وفتْحِ ساقيها للريح
وأي ركامِ سيروي قصتَنا
كلنا ضحايا
وكلنا ميتون…..
لا تبحثْ عن نضالِ في بطونِ جائعة
ولا تسلْ عن أوطانِ
وكل ما حولكَ حُطام
طفلةُ تبكي هنا
وطفلُ غريقُ هناك
وأمرأةُ تحاولُ رتق نفسها
ومنهكُ يجمعُ بعضَ أنفاسه
الحجارةُ تعرفُ حجمَها الطبيعي
وأن الرصاصةَ أكثر فتكًا
وأن القنبلةَ تحدِثُ انقلابًا
زنادُ البندقيةِ مجبرُ على ما يُقادُ إليه
لو يملكُ قرارًا لاستقرْ مكانَه
والقنبلةُ تنزعجُ حينما عنوةً
يَنزِعونُ فتيلها ويلقوهُ بعيدًا
البناياتُ كئيبةُ جدًا
تنتظرُ دورَها في الإنهيار
رُغم ثباتِها المزمع
إلا أنها لا تحاولُ الهربَ من السقوط
مَن يصدُ تلكَ العاصفةَ إذَن؟
مِن أين لنا بمتاريسَ ودروع؟
ونحن لا نرى إلا زلازلَ وبراكينْ
وبعضَ أشلاءِ لأناسٍ قبلَنا!
(٤)

لن يمرَ الوقتُ سريعًا
وتأتي الريحُ لتنظفَ ما خلّفته الحرب
والملائكيون يمارسون دورَهم الطبيعي
في التعبدِ والاستغفار
كيف للوقتِ أن يعطل
وكيف للسماءِ أن تُنزلَ مصابيحَها
وللأرضِ أن تُقيدَ تنانيرَها
ونوقّعُ معًا معاهدةَ للصلح
ألا حربْ ولا خديعةْ
ألا دماءْ ولا فجيعةْ
ونرى الأطفالَ يجوبون المدينةَ بألعابِهم
وضحكاتِهم العالية
ونرى الشوارعَ تعودُ من عزلتها
والبناياتِ تستقبلُ الشمسَ بحفاوةٍ وترحاب….
ــــــــــــــــ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى