قصيدة : وقفة تأمل . للشاعر اليمنى / د. فهد الفقيه العذري

منذُ ابتدأنا هذهِ الأياما

والكلُ احرمَ للغِنى إحراما

في كلِ دربٍ نمتطي شهواتِنا

و نَسُلُ أطماعَ النفوسِ حساما

من أيِ بابٍ نرتجي ثرواتِنا

حتى وإنْ كانَ السبيلُ حراما

طفنا على دنيا الضياعِ مواكباً

في الوهمِ دوماً نطلبُ الأوهاما

مازال يحكمنا النفاقُ ولم نزل

في بابهِ نتعبَّدُ الاصناما

نتزلفُ الحكامَ رغمَ ضلالِهم

و نجوعُ كيما نُشبعَ الحكاما

نتكلفُ البسماتِ في ابوابِهم

و البؤسُ يشوي القلبَ والاجساما

ضد الضعيفِ جميعُنا و جميعُنا

نفسُ الضعيفِ مكانةً ومقاما

نهذي بما قد صار من مجدٍ لنا

و بأننا صرنا بهِ أرقاما

و بأننا صرنا نجوماً في الورى

و الحقُ أنا لم نزل أقزاما

و كأننا لجهنمٍ حراسُها

نهوى الضلالَ و نعشقُ الإجراما

في موقفِ الأموالِ ننسى حالَنا

و نكادُ ننسى الله َ و الإسلاما

كم تشتكي منا الصلاةُ نطيلُها

و قلوبُنا مُلئت لظًى و سقاما

ملتْ مساجدُنا دموعَ عيونِنا

مذ صار أعتى الظالمين إماما

بملابسٍ فاحت عطوراً إنما

في جوفها بغضٌ يثيرُ زكاما

خُشبٌ مسندةٌ و حسنٌ كاذبٌ

فإلامَّ نقتاتُ النفاقَ إلاما ؟!

يكفي الذي قد ضاع من اعمارِنا

و لنُحسِنِ الرجعى هدًى وختاما