ط
الشعر والأدب

قصيدة : وَعْدُ اللهِ . للشاعر / د. أسامة مصاروة ..فلسطين

وَعَدُ اللهُ- وَوعْدُ اللهِ حقُّ…وَعَدَ الْمُؤُمِنَ والصالِحَ نصْرا

هُمُ الأَخْيارُ والأَبْرارُ صِدْقًا…وَسَيُجْزَوْنَ مِنَ الرَّحمانِ خيْرا

وَهُمُ الأْحْرارُ لا يبْغونَ مدْحًا…مِنْ بني آدَمَ أوْ يرْجونَ أجْرا

بيْنما الْحُكامُ للأعداءِ ذلّوا…ما لِذي الأخلاقِ إلّا العيْشُ حُرّا

وكريمُ النفسِ في الويْلاتِ ليْثٌ…وَيُلبّي دعْوَةَ المظْلومِ جهْرا

قدْ يُلاقي أوْفِياءُ العَهْدِ كَرْبًا…بعدَ كَرْبٍ قبْلَ أنْ يلقَوْنَ ظُفْرا

فَلْتُدَمِّرْ أمَّةُ الْكُفْرِ بُيوتًا…وَلْتَزيدنَّهم جوعًا وفَقْرا

لنْ ترى الأهلينَ إلّا في ثباتٍ…قدْ يموتونَ ولا يَلْقَوْنَ قبْرا

قدْ يَموتونَ وبالآلافِ مِنْهُم…إنّما لا تخْسَرُ الأوطانُ شِبْرا

أبدًا ليسَ فناءُ الْحُرِّ همًا…إنّما ذهابُ الدَّمِ والأرواحِ هدْرا

فدِماءُ الحُرِّ عِندَ اللهِ دوْمًا…كَمِياهِ الْمُزْنِ بلْ أكثَرُ طُهْرا

وَهُمُ الأبطالُ مهما اشْتَدَّ خَطْبٌ…ذِكْرُ أبطالٍ غَزَوْا مِنْ قبْلُ بَدْرا

كمْ أصابَتْهُمْ رزايا قاتلاتٍ…زَرَعوا الأوْطانَ نيرانًا وَجمْرا

بيْدَ أنَّ اللهَ علّامَ الغُيوبِ…في قلوبِ الأهلِ قدْ أفرَغَ صبْرا

بيْنَما الكُفّارُ أتْباعُ الرَجيمِ…فَسَيلْقَوْنَ مِنَ الأعمالِ خُسْرا

وَعذابًا وهلاكًا لا يُضاهى…إِذْ سيقضي اللهُ بعدَ اليُسْرِ عُسرا

وَطُغاةُ الأرضِ في هذا الزّمانِ…يمْلَؤون الأرضَ والأفلاكَ شرّا

شُلَّتِ الأيدي كذا الأرْجُلُ شُلَّتْ…لطواغيتٍ أذلّوا العُربَ دهْرا

أينَ أنتُم يا بني عدْنانَ أيْنا…لمْ أعُدْ أسْمَعُ للْأعْرابِ ذِكْرا

هلْ غدا الأَعْرابُ في الدُنيا عبيدًا…هلْ غدتْ أمخاخُهُم في الكوْنِ قفْرا

هلْ عُيونُ العُرْبِ والأعْرابِ ماتتْ…أمْ غَدَتْ أَفْئِدَةُ الأعرابِ صخْرا

ويحَ قلبي مِنْ مكَرٍّ أوْ مِفَرٍّ…لمْ نَعُدْ نُحْسِنُ كرًا قبْلَ فرّا

يا إلهي لمْ أعُدْ أشْعُرُ أَني…عرَبِيٌ يَرْفَعُ الرّاياتِ فخْرا

كيفَ لي يا عُربُ هلْ أصلًا نبالي…بِأُلوفٍ قدْ قضَوْا قهرًا وَنَحْرا

هلْ شُيوخُ النَّفطِ حقًا مسلمونا…لا لِأنَّ اللهَ لا يقْبَلُ عُهْرا

هلْ دِماءُ النِّفْطِ أيْضًا كدِمائي…مستحيلٌ فَدَمي ما كانَ خمْرا

لِيَ رأيٌ واعْتِقادٌ لسْتُ أدري…رُبّما ألْقى مِنَ الْجُهالِ زجْرا

يا تُرى لو بَعَثَ اللهُ الرَّسولَ…الْيومَ أخشى أن تظُنّوا الوحْيَ سِحرا

يا رسولَ اللهِ عفْوًا جِئْتَ تَهْدي…أُمّةً ما قرَأَتْ مِنْ قبْلُ سِفرا

ثُمَّ قامَتْ بعْدَ جهْلٍ بلْ وَكُفْرِ…تفْتَحُ الآفاقَ برًا ثُمَّ بحْرا

ويحَ قلبي ما الَّذي يا عُرْبُ يجري…قدْ فَتحْتُمْ للأَباليسَ مقرّا

بلْ مقرّاتٍ يُقامُ الرِّجسُ فيها…كيْ تُجَرّوا نحْوَهُ يا عُربُ جَرّا

فِتَنٌ قدْ خُطِّطتْ ليلًا نهارًا…أفْرَغتْ فوقَ رؤوسِ الأَهْلِ قِطْرا

وَجميعُ العُرْبِ إلّا البعْضُ مِنْهُمْ…صَمَتوا ذُلّا وَإخْفاقًا وَذُعْرا

ربَّنا اجْعلْ قومَ لوطٍ في شتاتٍ…واجْعَلنْ عيْشَ ثمودَ النِقطِ قتْرا

ربّنا قد فسَقوا فُسْقًا شديدًا…ربَّنا احْشُرْهمْ وفي النيرانِ حشرْا

إنَّهمْ مِنْ أصْلِ يأْجوجَ وَعادٍ…فأقِمْ بيني وبين الشَّرِ سِتْرا

قدْ يَكونُ النَّذلُ ذا مالٍ وفيرٍ…إِنَّما الْقَدْرُ فلا يبْلُغُ صِفْرا

لّعَنَ اللهُ وُجوهًا مُظْلِماتٍ…وقُلوبًا دُحِرَتْ بالعارِ دَحْرا

ليسَ في الصمْتِ فقطْ ذُلٌ وَجُبْنٌ…إنّني حقًا أرى في الصمْتِ كُفْرا

يا بَني يعْرُبَ الْيَوْمَ كُشِفْتُمْ…والْخِياناتُ تُرى لمْ تَكُ سِرّا

وشُعوبُ الكُفْرِ لا تحْفَظُ عهدًأ…هلْ نسينا كمْ غزَوْا ظُلْمًا وغَدْرا

ومُلوكُ الْعُرْبِ بلْ ليْسوا بِعُربٍ…مِثْلَما الأصنام بلْ أكْثَرُ ضَرّا

فَإِذا هُنّا وكُنّا دونَ حِسٍ…فَلِمَ الأَعْداءُ لا يبْغونَ جوْرا

وَلَقدْ قيلَ بأنَّ الأَهْلَ حتى…أكْثَرُ الناسِ على الإنسانِ نُكْرا

أيُّ وَضْعٍ مُدْلّهِمٍ نحنُ فيهِ…قدْ غَدتْ أوْطانُنا للْغُرْبِ وَكْرا

لِشَيا طينٍ مِنَ الأَصْقاعِ جاؤوا…لِهلاكِ الناسِ في الأوْطانِ تَتْرى

بئْسَ فاشيٌّ صليبيٌّ حَقودُ…جاءَ كيْ يُزْهِقَ روحَ الأرضِ َكِبْرا

بئْسَ مَمْلوكٌ وعبْدٌ للْأعادي…إنَّه الْمَذْمومُ شعْرًا بلْ ونثْرا

إنّهُ الملعونُ صُبْحًا وَمَساءً…وَمِنَ الأنعامِ قدْ يَصْلُحُ بَعْرا

ظنَّ مِنْ جَهْلٍ وَذُلٍ وغباءٍ…أنَّهُ الأذكى فقدْ شيَّدَ قصْرا

وَهَلِ القصْرُ وَإنْ مسَّ السحابا…يجعَلُ الْفأرَ أَوِ الصُّرصارَ نسْرا

د. أسامه مصاروه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى