ياعيدُ… كُنْ لي عيدا
مساءُ الحبِّ يازائري
مَضى عامٌ مُذْ تفارقنا
ماخضّبتُ السّنةَ مُتّكأً
للإحتفاء
ما جهّزتُ فُستانًا يليقُ بِحضورك
ماهيّأتُ جسدي لعناقك
عذرا ياحبيبي الموسميِّ
أستقبِلُكَ السّنةَ وأنا
في مُنتهى عُرْيِي العاطفيّ
مُرهقةٌ أنا
كَمُدني المَحْمومةِ
تعرّت من ورق التّوت
مُتناثرةٌ أنا
حتّى التّلاشي
وأرضي ضيّقةٌ جدّا
لا تـسعُ أنوثتي
المُتّهمَةِ بالرّحابةِ
لم أصل بعدُ
إلى مرحلة ” النّيرفانا”
لأمْنحكَ السّلام
وكيف أُسْديكَ هذا التجلّي؟
وأنا هنا بغير سلام
أفراحُنا أضحت كأحلام النّيام رؤى باطلةً بلا ألوان
وهبتُ جسدي فاكهة
للأيّام العجاف
والقلبُ مُذْ ودّعتك
على جدبِ الوقت ساجدا
أهْرقتُ دمَهُ شرابا للأرض
رضاب ثلج وماء
تعال حبيبي
نُطرِّزُ معا ثوبا ” نيلفوريّا”
نَرْتُقُ سوأة الطّقس الحزين
تعال حبيبي
نُمارسُ معا براءة الطّين
وطقوسَ ” اليوڨا”
نُعيدُ العافيةَ العاطفيّةَ
للأرواحِ الآدميّةِ
كُنْ لي ياعيدُ عيدا ماٱستطعتَ
كُنْ لي فرحا..
بلسما ما ٱستطعت
تعال لِنُغنّي كالسّعداء
كُلَّ نَغَم غيرَ شَجَنِ الياسمين
وهجرة الحمام
كُلَّ نَغَم غيْرَ ظَمإ الماء
وَحرَّ الثّلوج…..
كن لي ياعيدُ عيدا
أَعِدْ
كتابة تاريخ ميلادي
بعقيقِ البحر
بِما يُلائمً بُرْجي المائيّ
ٱرسُمني ٱمراة أُخرى
لأكون ” عشتار” زماني
قِبلةً يتبرّكُ بها العاشقون
ٱرسُمني قُبْلةً موعودةً
على جبين الشّفق
تُعيدُ للبشريّة
نَشأتها الأولى
ونَشْوتَها الأبديّة
” منية نعيمة جلال”/تونس