ط
كتاب همسة

قطوف من حدائق الادب..حلقات يقدمها الشاعر والباحث / سيد غيث

12032210_1520494321574805_7561644318986687012_n
<٠> بسم الله الرحمن الرحيم <٠>

اهلا ومرحبا بكم احبتي مع برنامج (( قطوف من حدائق الادب))

مع اروع قصة حب في العصر الاندلسي والثنائي الشهير ..

(( ابن زيدون العاشق .. والاميرة ولادة بنت المستكفي ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر / سيد غيث …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** المــقــدمــــــــــــــة :-

* برع ابن زيدون في نثره وأجاد في حواراته مع أولي الأمــر خاصـة ..
( ابن جهور ) الـذي كان على رأس حركة المعارضة التي استطـــعت إسقــاط آخر خلفاء بني أمية في الأندلس وهو ( المستكفي ) ويعتبر ابن زيدون أعظم شـعراء الأندلس شأناً وجاها وأجلهم مقاماً وقد قال الشعر في أغراض كثــيرة متعــــددة كالغزل والمدح والرثاء والاستعطاف ووصف الطبـيعة والهجاء وقد كان في مدحـــه لحكام ( الأندلس ) يركـز على معاني كل من الشجــــاعة والقوة وكان يضــــع نفسـه في مصاف ممدوحيــــه وهيئتهم علــى طريقة المتنـبي
لما كان يمتاز به مـن عزة النفس والســــــؤدد ورفعة الشأن كسائر الشعــراء العرب اصحـاب الفـــــضل على الادب العربي الجليل ..

** (( ابــــــــــن زيـــــــــــدون.. العاشـــــــق )) **
ـــــــــــــــــــــــــــــ<>***<>ـــــــــــــــــــــــــــــ
———————————-

** اسمـــــــــــــه :
(( أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي )) المعروف بـابن زيدون وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي .

** مولـــــــــــــــده :
ولد(( أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون))
في قرطبة لأسرة من فقهاء قرطبة في أول رجب عام ٤٦٣ هـجري.

** اصـــــــــــولــــه :
ينتمي (( ابن زيدون)) إلى قبيلة “بني مخزوم” العربيةالتي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية و الإسلام وعرفت بالفروسية والشجاعة.

** (( شـــــــــيء عــــــــن حيــــــــاتــــــــــه )) **
===========٠٠٠٠===========
ــــــــــــــــــــــــــــــ<٠><٠>ـــــــــــــــــــــــــــــ

* ما كاد ( ابن زيدون) يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقــد أباه فتـــولى جده تربيـــته وكان ذا حزم وصرامة وقـــــد انعكـس ذلك على أسلـــوب تربيته لحفيده وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء .

**(( كفالــــة جده لــــــــــه ))**
…………………………………..
* اهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقـرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة ويقبـل عليها الدارسون .وتهيأت لابن زيدون منذ الصغر عوامل التفوق والنبوغ فقد كــان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جـده وأصدقاء أبيه، ويعيــش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حـباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطـره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.

** (( ابن زيدون اليتيم يصبح وزيرا ( لابن جهور ))**
==========<<٠٠>>==========
……………………………………………………….
*كان (( ابن زيدون)) من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها حظي “ابن زيــدون” بمنصب الـوزارة في دولة (( ابن جهور )) واعـتمد عليه الحاكـم الجـديد فـي السفارة بينه وبين الملوك المـجاورين إلا أن ( ابن زيدون ) لم يقــنع بأن يكون ظلا للحاكم واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه ومـــــيله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم ونجحـــوا في الوقيعة بينهما حتـى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم .

**(( الأميرة الشاعرة ولادة بنت المستكفي وقصة عشقها ))**
——————————————–
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ><٠><ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ولاّدة بنت المستكفي أميرة أندلسية وشاعرة عربية من بيت الخــــلافة الأموية في الأندلس ابنة الخليفــــــة المستكفي بالله اشتهرت بالفصاحة والشعر ..

** (( ولادة )) صاحبة اول صالون ادبي عربي )) **
———————————–
===========((***))===========

* كان لها مجلس مشهود في قرطبة يؤمه الأعيان والشعراء ليتـــــحدثوا في شؤون الشعر والأدب بعد زوال الخلافة الأموية في الأندلس.

ولدت ( ولادة) لام ((جارية إسبانية اسمها سكرى)) و قد ورثت منها بشرتهــــا البيضاء وشعرها الاصهب وعينيها الزرقاوين. وكانـــت تخالط الشعراء في زمانها وتجالسهم بل وتنافسهم.

اشتهرت ( ولادة) ببيتين من الشعر العربي قيل إنها كانت تكتــــب كل واحد منهما على جهة من ثوبها بماء الذهب تقول فيهما :-

أنــــــا والله أصلـــــــح للمعالــــــــي
وأمشــــــي مشيتي وأتيــــه تيهـا
ــــــــــــــــــــ<>٠<>ـــــــــــــــــــ
أمكّن عاشقــــــي من صحن خـدي
وأعطي قبلتـــــي من يشتــــهيهـا

ومن ضمن من كانوا يحضرون ندوتها الأدبية الشاعر ابن زيدون الذي وقع في غرامها وبادلته العشق والهيام وكان من الطبيعي أن تنشأ علاقة الحب بين تلك المرفهـــــة ذات الحسن والدلال والقلب المرهف وبيــــــن ذلك الشاب المثقف الفقيه والشاعر المجيد
(( ابن زيدون ))..توثقت العلاقات بينها وبين ابن زيدون فكتبت
إليه ذات مرة مجيبة إياه إلى اللقاء بعد طول إلحاحه تقول:-

ترقـّب إذا جـــــنّ الـظـــــــلام زيارتــي
فإنّـــــي رأيـــــت الليل أكـتـم للـسـرِّ
ـــــــــــــــــــــــ<>٠<>ـــــــــــــــــــــ
وَبي منك ما لو كانَ بالشمسِ لم تلح
وبالبدر لـــــم يطلع وَبالنجــم لم يسرِ

**ولادة هي الشاعرة العاشقة التي كان لها موقف واضح وصريح من الرجل الذي أحبــته وأعلنت ذلك فـي أشعارها وقصائدها اللقاء الأول الذي جمع بين العاشقين كان في مدينـة قرطبة الأندلسـية تحت ظـــلال الأشجـار فأنشـب الحب سهامه في قلبيهـما وجعل أحدهمـا ملجأ الآخر وملاذه لكن القصة كان لها فصل آخر حزين كانا من أشد منافسي ابن زيــدون في حبها (ابو عامر بن عبدوس)و (ابن القلاسي) وقد هجاهما “ابن زيدون” بقصــائد لاذعة فانسحب على الفور “ابن القلاسي” ولكن ابن عبدوس غالى في التـودد إليها وأرسل لها برسالة يستميلها إليه فلما علم ابن زيدون” كتـب إليه رسالة على لسـان “ولادة” وهي المعروفة في المراجـع (( بالرسالة الهزلية )) التي سخر فيـها من ابن عبدوس وجعله أضحوكة على كل لان مما جعله يفكر في المكيـدة له حتى حيك له من المؤمرات هو واتباعه ..

حفلت مراجع الادب بحكايات وقصص الغرام التي كانت بين ( ولاّدة ) والشاعر
( ابن زيدون ) وأما النجاح الذي حققه ابن زيدون مع ابن جهور الذي اصــطفاه وجعله من رجال دولته وكلفه بالسفارة بينه وبين الرؤساء فقد أصبح موضــع حسد يحيط به ويطمــــح إلى المناصب لديـــــه. وحيكت حــــــول ابن زيدون المؤامرات واتهموه بخيانة ابن جهور حيث اتهمــــــه ابن جهـــــور بالميل إلى المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية فأبعده عن مقاليد الـــــــوزارة ووضعه في السجن ..

**(( فـــــــرار ابن زيدون مــــــن سجنـــــه ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
————–*****————–
*في السجن .. كتب ابن زيدون قصائد كثيرة يستعطــف فيهـا أبا الحزم جهـور” حاكم قرطبة كما كتب قصائد أخرى لأبي الوليد بن أبي الحزم ليتوســــط لدى أبيه وكان أبو الوليـد يحب ابن زيدون لكن وساطته لم تنفــع فهـرب ابن زيدون من السجن وفشلت توسلات “ابن زيدون” ورســــــائله في استعطـاف الأمير
حتى تمكن من الفرار من سجـنه ليذهب إلى ( إشبيلية ) ويقيم فيها الى ان يشاء الله ..

**(( لم تكتمــل قصــة العاشقــين ))**
====================
…………………<><>……………….

انفصلت ( ولادة عن ابن زيدون ) وذلك بسبب الغيرة حيث إن ابن زيدون شاب وشاعر وفي منصب الوزير وكانت له بالضرورة تعاملاته التي تغـــــــضب ولادة وتجرح كبرياءها مثل مغازلته بعض جواريها لإثارة غيرتها.ومما يروى في ذلك أن ( ابن زيدون ) استمع يوما إلى جارية ولادة واسمها (عُتبة) عندما كانت تغني فطلب منها أن تعيد
ما غنتــه فغضبت ولادة لغيرتها .. وهجتــــــه بأبيات قالت تقــــول فيهــــآ :-

لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا <٠>لم تهَو جاريتـــــــي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصنا مثــــــمرا بجمـــــاله<٠> وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ

وقد حكت أشعار (ابن زيدون) مأساته مع ولادة في العديد من القصـــــائد أشهرها التي قال عنها (( المستشرق الإسباني غرسية غومس )) إنها أجمل قصيدة حب نظمها الاندلسيون المسلمون في تاريخ الأدب العربي . وحاول ابن زيدون استدرار عطفها ببراعته الشعرية والشاعرية فاهداها
نونيته الشهيرة والتي يقول في مطلعها:-

أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْـلاً مِـــــنْ تَدانِيْنـــا
وَنَابَ عَـنْ طِيْـــــــبِ لُقْيَانَـــا تَجَافِيْنَــا
ألا وقد حانَ صُبــــح البَيْــــنِ صَبَّحــنـا
حِيـنٌ فقــــــــام بنـا للحِـــيـن ناعِينــا
مَـــــن مُبلـــغ المُبْلِسينـا بانتزاحِهـم
حُزنًا مـع الدهـر لا يَبلـــــى ويُبليـنـــا
أن الزمان الــذي مـا زال يُضحــــكـنـا
أنسًـا بقربهـــــــم قـد عــــاد يُبكيـنـا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا
بـأن نَغُــــــصَّ فقـــــــال الدهـر آمينـا
فانحلَّ مـا كـان معقـــــــودًا بأنفسنـا
وانبتَّ مـا كـان موصـــــــــولاً بأيدينـا

ـــــــــــــــــــــــ<٠>ـــــــــــــــــــــــــ

لم نعتــــقـد بعدكـم إلا الوفـــاءَ لكـم
رأيًـا ولــــــم نتقلـد غــــــــيـرَه ديـنـا
ما حقنا أن تُقـــــروا عيـنَ ذي حسـد
بنـا ولا أن تســــــــــروا كاشحًـا فينـا
كنا نرى اليــــــأس تُسلينـا عوارضُـه
وقـد يئسنـا فمــــــــا لليـأس يُغرينـا
بِنتـم وبنـا فمـا ابتــــــلـت جوانحُنـــا
شوقًـا إليكـم ولا جفــــــــت مآقيـنـا
نكـاد حيـن تُناجيـــــــــكـم ضمائـرُنـا
يَقضي علينا الأســـى لـولا تأسِّينـا
حالـت لفقدكــــــــم أيامــنـا فَـغَـدَتْ
سُودًا وكانـت بكــــــم بيضًـا ليالينـا

ــــــــــــــــــــــ<٠>ـــــــــــــــــــــــ

إذ جانب العيــش طَلْـقٌ مـن تألُّفنـا
وموردُ اللهو صـــــافٍ مـــن تصافينـا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصـل دانيــــــة
قطوفُهـا فجنيــــــنـا منـه مـا شِينـا
ليسقِ عهــدكم عهـد السـرور فمـا
كنـتـــــــــم لأرواحـنـا إلا رياحيــــنـا
لا تحسبـوا نَأْيكـــــم عنـا يُغـــيِّـرنـا
أن طالمـا غيَّــــــر النـأي المحبيــنـا
والله مـا طلبـــــــت أهواؤنـا بــــدلاً
منكم ولا انصرفـت عنــــكـم أمانينـا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به
من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينـا

ــــــــــــــــــــــ<٠>ــــــــــــــــــــــ

واسـأل هنـــاك هـــل عنَّـي تذكرنـا
إلفًـا تـذكــــــــــره أمـسـى يُعنِّيـنـا
ويـا نسيـمَ الصِّـــــــــبـا بلـغ تحيتنـا
من لو على البعد حيًّا كـان يُحيـينـا
فهل أرى الدهـر يَقـصينـا مُساعَفـةً
منـه ولـم يكـــــن غِبًّـــــــا تقاضيـنـا
ربيــــب ملـك كــــــــأن الله أنـشـأه
مسكًا وقـدَّر إنشـــــاء الـورى طينـا
أو صاغـه ورِقًـا محضًـــــــــا وتَوَّجَــه
مِن ناصع التبـر إبداعًـا وتحســـينــا
إذا تَــــــــــــــأَوَّد آدتـــــه رفـاهـيَـة
تُومُ العُقُـود وأَدْمَتـــــــه البُـرى لِينـا

ـــــــــــــــــــــــ<٠>ــــــــــــــــــــــ

كانت له الشمـسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِـه
بـل مـا تَجَلَّـــــــــى لهـا إلا أحاييـنـا
كأنما أثبتـت فـي صـــــحـن وجنتـه
زُهْـرُ الكواكـب تعويـــــــذًا وتزييـــنـا
ما ضَرَّ أن لم نكـن أكفــــاءَه شرفًـا
وفـي المـودة كـــــافٍ مـن تَكَافينـا
يا روضةً طالمـا أجْنَـــــــتْ لَوَاحِظَنـا
وردًا أجلاه الصبـا غَضًّـا ونَسْــــرينـا
ويـا حـيــــــــــــاةً تَمَلَّيْـنـا بزهرتـهـا
مُنًـى ضُرُوبًـــــــــا ولــذَّاتٍ أفانِيـنـا
ويا نعيمًـا خَطَرْنـــــــا مـن غَضَارتـه
في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَـه حِيـن

ـــــــــــــــــــــ<٠>ــــــــــــــــــــــــ

لسنـا نُسَمِّــــــيـك إجـلالاً وتَكْـرِمَـة
وقـدرك المعتــــلـى عـن ذاك يُغنينـا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ فـي صفـــةٍ
فحسبنا الوصـف إيضــــــاحًـا وتَبيينـا
يـا جنـةَ الخلـد أُبدلنــــــا بسَلْسِلهـا
والكوثر العـذب زَقُّومًـــــــا وغِسـلينـا
كأننـا لـم نَبِـت والوصـــــــــل ثالثنــا
والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينـا
سِرَّانِ في خاطـرِ الظَّلْمـــــاء يَكتُمُنـا
حتى يكـاد لسـان الصبـح يُفشيــنـا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ
عنه النُّهَى وتَركْنـا الصبـر ناسِــــينـا

ـــــــــــــــــــــــ<٠>ــــــــــــــــــــــ

إذا قرأنا الأســــى يـومَ النَّـوى سُـوَرًا
مكتوبـة وأخذنــــــــــا الصبـر تَلْقِيـنـا
أمَّـا هـواكِ فلـــــــــم نعـدل بمنهـلـه
شِرْبًـا وإن كـان يروينــــــــا فيُظمينـا
لم نَجْفُ أفـــــق جمـال أنـت كوكبـه
سالين عنـه ولـم نهـــــجـره قاليـنـا
ولا اختيـارًا تجنبنــــــــاه عـن كَثَــبٍ
لكـن عدتنـــــا علـى كـره عواديـن
نأسى عليـك إذا حُثَّـت مُشَعْـشَعـةً
فينـا الشَّمُـول وغنَّــــــــانـا مُغَنِّيـنـا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى مـن شمائلنــا
سِيمَا ارتيـاحٍ ولا الأوتـــــــارُ تُلهينـا

ــــــــــــــــــــــ<٠>ـــــــــــــــــــــــ

دُومِي على العهد ما دُمْنا مُحَافِظـةً
فالحُرُّ مَـنْ دان إنصافًـا كمـــــــا دِينَـا
فما اسْتَعَضْنا خليـلاً مِنـك يَحْبسـنـا
ولا استفدنـا حبيبًــــــــا عنـك يُثْنينـا
ولو صَبَا نَحْــــــوَنا مـن عُلْـوِ مَطْلَعِـه
بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشـاكِ يُصْبِينـا
أَوْلِي وفـــــــاءً وإن لـم تَبْذُلِـي صِلَـةً
فالطيـفُ يُقْنِعُنــــــــا والذِّكْـرُ يَكْفِيـنـا
وفي الجوابِ متـــاعٌ لـو شفعـتِ بـه
بِيْضَ الأيادي التي ما زلْـــتِ تُولِينـا
عليكِ مِنـي ســــلامُ اللهِ مـا بَقِيَـتْ
صَبَابـةٌ منــــــــكِ نُخْفِيهـا فَتُخفيـنـا

لم تأبه ( ولادة ) بابن زيدون ولا بقصيدته و ارادت ان تجازيه غيظاً فألـــــــقت شباكها على رجل قليل الذكاء وواسع الثراء هو الوزير أبو عامر بن عبدوس ثم قطعت علاقتها بابن زيدون.

**(( وفــــاة العاشقة ولادة بنت المستكفي ))**
…………………………………………………….
عاشت ( ولادة بنت المستكفي ) دون زواج طوال حياتها ولم تتزوج وعــــمّرت لما يقرب من مئة عام ثم توفيت في العام٤٨٤ هـجري .أي بعد وفاة ابن زيدون بعقدين من الزمن تقريباً.

**(( مختـــــــارات من اشعـــــــار ابن زيــــــدون ))**
==========((<<*>>))==========
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقــــــــول ابن زيدون :-

أَيَّتُها النَفسُ إِلَيهِ اِذهَبي*** فَما لِقَلبي عَنهُ مِن مَذهَبِ
مُفَضَّضُ الثَغرِ لَهُ نُقطَــةٌ *** مِن عَنبَرٍ في خَدِّهِ المُذهَبِ

ويقــــــــــول ايضا :-

أَتَهجُرُني وَتَغصِبُني كِتابـــي *** وَما في الحَقِّ غَصبي وَاجتِنابي
أَيَجمُلُ أَن أُبيحَكَ مَحـضَ وُدّي*** وَأَنتَ تَسومُنـــــي سوءَ العَذابِ

ويقــــــــــــول :-

قُل لِأَبي حَفصٍ وَلَم تَكذِبِ***يا قَمَرَ الديوانِ وَالمَوكِبِ
ما لِأَبي صَفوانَ مَألوفِنا*** أَبرَقَ في الأُلفَةِ عَن خُلَّبِ

وفي اخرى يقول :-

قَد بَعَثناهُ يَنفَعُ الأَعضـــــــــاءَ*** حينَ يَجلو بِلُطفِهِ السَخناءَ
جاءَ يُزهى بِمُستَشَفٍّ رَقيقٍ*** يَخـــــدَعُ العَينَ رِقَّةً وَصَفاءَ

يقــــــــــــــــول :-

أَحمَدتَ عاقِبَةَ الــــــدَواء*** وَنِلتَ عافِيَــــــةَ الشِفاءِ
وَخَرَجتَ مِنهُ مِثلَـــــــما *** خَرَجَ الحُسامُ مِنَ الجِلاءِ

وهـــــو القائــل :-

سَرَّكَ الدَهرُ وَســاءَ *** فَاقنَ شُكـــراً وَعَزاءَ
كَم أَفادَ الصَبرُ أَجراً *** وَاِقتَضى الشُكرُ نَماءَ

وايضــــا يقــــول :-

وَلَمّا اِلتَقَينا لِلوَداعِ غُـــــدَيَّةً *** وَقَد خَفَقَت في ساحَةِ القَصرِ راياتُ
وَقُرِّنَتِ الجُردُ العِتاقُ وَصَفَّقَت*** طُبــــــــولٌ وَلاحَت لِلفِراقِ عَلاماتُ

ابن زيدون يقول :-

أَجِدُّ وَمَن أَهواهُ في الحُبِّ عابِثٌ*** وَأوفــــــــي لَهُ بِالعَهدِ إِذ هُوَ ناكِثُ
حَبيبٌ نَأى عَنّي مَعَ القُربِ وَالأَسى* مُقيمٌ لَهُ في مُضمَرِ القَلبِ ماكِثُ

ويـــقــــــــــــــول :-

أَعَرفُكِ راحَ في عُرفِ الرِياحِ *** فَهَزَّ مِنَ الهَوى عِطفَ اِرتِياحي
وَذِكرُكِ ما تَعَرَّضَ أَم عَذابٌ *** غَصِـــــصتُ عَلَيهِ بِالعَذبِ القَراحِ

ابن زيدون قائـــلا :-

أَما وَأَلحاظٍ مِراضٍ صِحاح *** تُصبي وَأَعطافٍ نَشاوى صَواح
لِفاتِنٍ بِالحُسنِ في خَدِّهِ ***وَردٌ وَأَثنـــــــاءَ ثَنايـــــــــاهُ راح

وما زال يقــــــــول :-

أَجَل إِنَّ لَيلى حَيثُ أَحياؤُها الأُسدُ *** مَهاةٌ حَمَتها في مَراتِعِها أُسدُ
يَمانِيَةٌ تَدنو وَيَنأى مَزارُها ***فَسِيّانِ مِنها في الهَـــــوى القُربُ وَالبُعدُ

قـــــــــــــــــال :-

هَل يَشكُرَنَّ أَبو الوَليد*** إِدناءَكَ الأَمَــلَ البَعيد
أَو أَن تُسَوِّغَ نِعمَةً *** لِلدَهرِ أَسهَرَت الحَسود

يقــــــــــــــــول :-

كَم لِريحِ الغَربِ مِن عُرفٍ نَدِيِّ***كَالشَرابِ العَذبِ في نَفسِ الصَدِيّ
حَيثُ عَبّادٌ فَتى المَجدِ الَّذي***نَصَّـــــــتِ الدُنيــــــــا بِهِ نَصَّ الهَدِيّ

من اشعـــــاره :-

أَشمَتِّ بي فيكِ العِدا *** وَبَلَغتِ مِن ظُلمي المَدى
لَو كـــــانَ يَملِكُ فِديَةً ***مِن حُبُّــــــكِ القَلبُ افتَدى

يقـــــــــــــــــول :-

أَفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النَدى*** وَأَقبَسَ هَديُكَ نورَ الهُدى
وَرَدَّ الشَبابَ اِعتِلاقُكَ بَعدَ***مُفارَقَتــــــــي ظِلَّهُ الأَبرَدا

قـــــــــــــــــــال :-

لَمّا اِتَّصَلتِ اِتِّصالَ الخِلبِ بِالكَبِدِ ** ثُمَّ امتَزَجتِ اِمتِزاجَ الروحِ بِالجَسَدِ
ساءَ الوُشاةُ مَكاني مِنكِ وَاِتَّقَدَت** في صَدرِ كُلِّ عَدُوٍّ جَمرَةُ الحَسَدِ

وننهي بهذين البيتين ( لابن زيدون ) فيقول :-

باعَدتِ بِالإِعراضِ غَيرَ مُباعِــــدِ *** وَزَهَدتِ فيمَن لَيسَ فيكِ بِزاهِدِ
وَسَقَيتِني مِن ماءِ هَجرِكِ ما لَهُ *** أَصــبَحتُ أَشرَقُ بِالزُلالِ البارِدِ
………………………………..
………………………………..

** (( فتنــــة اشبيليـــــة ووفـــــاة ابن زيــــدون ))**
٠٠ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٠٠
وقعت فتنة بإشبيليـــــــة وذلك بسبــــب رجل (يهودي ) بطـش به مســلم فثـــأر أهل ملته وتفاقم الأمر فعجَّل المعتــــمد بإرسال نفر من كبار رجـــال دولتــــه إلـى إشبيلية لتلافي الفتنة وأوفذ معهم ابن زيــدون الذي كان قد بدأه المرض، ولما وصل إشبيليــــــة اشتد به الداء وقضــــى نحبه فـــي ١٥ من رجب ٤٦٣هـجري المـوافق: ١٧ مــن أبريل ١٠٧٠ميلادي باشبيلية بالاندلس في عهد المعتمد بن عباد ..

والى لقاء اخر قريب باذنه تعالى مع برنامج (قطوف من حدائق الادب)

*حقوق الاعداد والنشر محفوظه للشاعر / سيد غيث …

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى