قـصـيــــدة:- حـكـيـــمٌ للـعـيــــون ( كاملة )
——————————
مِـنْ حُورِهِنَّ شِبَـاكُ غَزْلٍ تُـنْـصَـبُ … فَـإِذَا قَــذَفْـنَ رِمَــاحَهُـنَّ تـَخَـضَّـبُــوا
بـِصَبـَابَـةِ الْعُشَّاقِ مِـدْنَ تَـبَـخْـتُـراً … بِـرِشَائِـهِـنَّ قَـنُـوا فَـلَـمْ يـَفْلِـتْ صَبُ
يَـا وَيْـحَ كُلّ الْـعَـاشِقِيـنَ وَوَيْـلَهُمْ … وَكَـأّنَّ نَـصْــلَ الـرُّمْــحِ رِمْـشٌ أَهْــدَبُ
يَـا عَـاشِقـاً هَلاَّ سَمِعْـتَ لَطَائِفـاً … فَـأَنَــا حَـكـِيـــمٌ لِلْـعُـيُــــونِ مُـجَــرِّبُ:
إِنَّ الْـعُـيُــونَ حَــدَائِـقُ وَمَـفَــاتِـنٌ … وَمَـسَـــاقِــمٌ وَجَــــوَاذِبٌ وَثَــــوَاقِــبُ!
أَلْــوَانُـهُـنَّ مَـبَــاهِـجٌ وَحُــوَارُهُـنْ … نَ بِــدُونِ أَلْـسُنِ دَائِمـاً هُـوَ يَـغْـلِـــبُ
فَسَمَــارُهُـنَّ بِـكُحْـلِـهِ وَوَمِيـضِـهِ … مِـنَّــا تَـخَــطَّـفَ آهَـــةً , هَـلْ أَكْــذِبُ؟!
وَالْإِخْضِـرَارُ هُوَ الْمُـذِيبُ لِثَـلْـجِنَـا … كَـمَــلَاذِ دِفْءٍ , حُـضْــنُـهُـنَّ مُــــوَارِبُ
بَلْ وَاحَـةُ الْمُشْتَاقِ دَوْماً حُلْـمُهُ … عُـشُّ الْـحَـنَـــانِ لِـصَبِّـهَــا يَـتَـكَـعَّــبُ
وَالْإِزْرِقَـاقُ كَمَا الْمُحِيـطِ بِـعُمْـقِهِ … وَالْـكُــلُّ يَـغْــــرَقُ وَالْإِرَادَةُ تُـسْــلَــبُ
عَسَلِـيَّــةٌ بُـنِّـيَّــةٌ تَـسْـقِـي لَـنَـا … شَهْـداً كَـأَنَّ الـنَّـبْــعَ زَمْــزَمُ يُـشْـرَبُ
وَرَمَـادُهُـنَّ يَـزِيــدُ صُلْـبَ ثَـبَـاتِهَـا … كَمْ يَـبْـحَـثُ الْعُشَّاقُ عَنْـهُ يُـنَـقِّـبُــوا
أَمَّا الْمَهَا فَهْيَ الدُّنَـا وَقَدِ احْتَوَتْ … بِـالـسِّحْــرِ كُـلَّ مُـكَـابِـــرٍ وَتُـهَــــذِّبُ
كَمْ مِنْ رِجَـالٍ قَدْ تَـرَدُّوا مِنْ مَهَا … كَمْ فِي أَثَــرْهَـا قَـدْ تَـجَــلَّـمَ شَـارِبُ
وَالنَّاعِسَاتِ فَهُنَّ مَنْ تَسْرِقْنَ خَا … ـفِقِ عَاشِقٍ خَطْفاً بِـنَـصْلٍ يَـهْــدِبُ
وَالنَّاسِكَاتِ وَقَـدْ أَقَمْـنَ مَـعَـابِـداً … بِـقُـلُـــوبِـنَــا هُــنَّ الْـجَـمَــــالُ الْأَوَّبُ
وَالسَّاهِيَاتِ بِـمَكْـرِهِـنَّ مَـعَــارِكٌ … وَنَـخُـوضُهَـا وَهَـنــاً وَكَــرْهـاً نُـغْـلَــبُ
وَالْهَـاتِـنَـاتِ دُمُــوعِـهِـنَّ تَـــدَلُّـلاً … تَـرْغَبْـنَ فِي نَـيْـلِ الْمُحَـالِ وَتَـكْسِبُ
تَرْوِينَ عَطْشَ الْقَلْبِ مِنْ فَيَضَانِهَا … فَتَجُـودُ أَرْضُـكَ بِـالنَّـفِـيـسِ تُـذَهَّـبُ
وَالشَّاخِصَاتِ عُـيُـونِـهِـنَّ مَـلَامَـةً … كَمْ لِلْمَــوَاجِــعِ وَالْـحِــرَابَـةِ تَـجْـلُــبُ
وَخَجُـولَـةُ الْعَيْنَيْنِ دَامَ حَـيَــاؤُهَـا … الْـخَـــدُّ بَـــضٌّ بِـاحْـمِـــرَارٍ مُـشْــرِبُ
إِنْ كُنْتَ تَكْـذِبُ يَـا ابْنَ آدَمِ فِينَـةً … فَشُعَـاعُهُنَّ إِلَى الْحَقِـيقَـةِ يَـثْـقُــبُ
وَتَعِيشُ عُمْراً فِي الْمَهَالِكِ مُفْرَداً … وَتُـصَاحِبُ السَّقَمَ الْمَـرِيـرَ وَتَـنْــدِبُ
وَإِذَا هَجَـرْتَ مُفَـارِقـاً فَجَـزَاؤُكَ الْـ … إِظْــلَامُ في كُـلِّ الْـعَــوَالِمِ تُـوقَـــبُ
وَخِتَـامُ وَصْفِي أَنَّ عَيْـنَ حَبِيبَتِي … هِيَ دُرَّةٌ فِي تَـاجِ قَلْــبِي تُـلْـهِــبُ
يَـا مَعْشَرَ الشُّعَـرَاءِ قُــولُوا رَأْيَكُمْ … إِنِّـي حَـكِـيـــمٌ لِلْعُـيُــونِ مُـطَــبِّـبُ
شعر/سلطان الهالوصي