ط
مسابقة الخاطرة

قهوة ممزوجة بالحليب.مسابقة الخاطرة بقلم / أسماء محمود الجلاد.مصر

مسابقة الخاطرة

قهوة ممزوجة بالحليب

المشهد الأول………………….

كنتُ أَرْتَشِفُ من الفِنْجَانِ قهوتى

الممزُوجَةِ بالحَليب

فَزَارَنِى زائرٌ كئيب.

ذَكَرَنِى بما اعتَقَدتُ أًنَنِى نسيت

حِرمَانُ أُخْتِى التى كان لها المَوتُ نصيب.

عيناها الواسِعَتَان الغَائِرَتَان من النَحِيب

شَعْرُهَا المَجدُول ضَفَائرا كالوَادِى الخَصِيب

وثَغْرُهَا الوَردِىُ الذى شَاءَتِ الأقدارُ ألَا يرتَوى بالماء

كانت لها كُليتَانِ ضَامِرَتَانِ اضمحلا

والماءً حين يَشُوبه من شَوَائِبِ الجَسَدِ

صَارَ سُمَاً فى الوريد

إذا لم يَجِدْ له مَخْرَجَاً

ابتَغَى له أنْفَاسَاً على حِسَابِ أنْفَاِسهَا

كانت كُلما ارتَشَفَتْ جَرْعَةَ ماءٍ

حرَمَتها من نَفَسٍ جديد

كنا لكى نُبقِيها بيننا كوَردَةٍ على الأغْصَانِ ذَابلة

نَحْرِمُهَا رَشِفَة المَاءِ التى تَمِنح ُالحَيَاَة حياة

ونُبقِيها على الأهدَابِ ظامئة

كان الحِرمَانُ يَقتُلُها مع كُلِ رَشْفة ماءٍ يَرتَشِفها الظامئين

يوماً أَويتُ إلى الفِرَاش

بعد أن ْجَرَعْتُ المَاءَ جَرْعَاً

واحتسيتُ الوَردَ خَمرَاً

وانتشيت ُ إلى الوريد

فى الفجرِِ كان العَارُ عارُنا

عَارُ كلِ من ارتَوَى وأخوةٌ له ما زالوا ظامئين

(المؤمن للمؤمن كالبنيان …………)

هكذا استلَبَ الموتُ أُختِى

من يومِها و كل رشفة ماء

من موتٍ الى موتٍ جديد

وأختى طى أهدَابِى

لاتزالُ ظامئةً للوريد

المشهد الثانى ……………….

لشد ما كان العَارُ مُخْزِيَاً

وأنا أرتشف قهوتى الممزوجة بالحليب

وأخوَتِى هُنَاكَ إنْ آويتهم آوونى

……….كالبنيان يشد بعضه بعضاً)

أقيم فى العراء ثانى اثنين

وحدتى والفراغ كأسى

وِشِرْبَتِى قَهوَةُ بالحليب لكنها كرَمْسِ

وكل أخوتى ليسُو طىَّ أهدابِى وليسُو طَىَّ وَخْزِى

 

اسماء محمود الجلاد

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى