كأس هواء بقلم الشاعر / محمد الحريبى من اليمن

للتواصل مع المجلة

يـــا أنـــت رفــقـا بـالـشُّعور الـمُـثقلِ
أشــفِـقْ هُــديـت بِـرِقَّـتي وتَـحَـمّلِي

تـوّهـتـنـي بِـبـحـورِ شــعـرك مُـغـرمـا
و بلَــيْـتَ مَـتْـعُوبَ الـفـؤاد بـمُـشْكِلِ

لـــو كـــان لـــي بـحـر إلـيـك فـلـقته
و عــدوت بـالـشهباء فــوق الـمُـوْحِلِ

و شربت عذب الماء من عذب اللمى
و غـسـلـت أوهــامـي بـعـقد تّـحَـلُّلِ
******
أغـويـت يــا حـجـر الـفـضاء غـوايـتي
و الـبـدر فــي حـضـني يـزيّنُ مـنزلي

أشـربتُ عـذبك يـا فرات على الهوى
و سـقيتُ شـهد الـروح ورد الـموصلِ

كـــلاّ و مـــا لـلـنـفس غــيـر عـذابـها
و كـكأس شِـعْرِ الـغيد كـأس الـمُثْمِلِ

****
الـــــروح مــنــي لا تُــقِــرّ بـرغـبـتـي
و الـنّـفـس غــارقـة بــوهـم تـغـزّلـي

أرسـلتَ لـي بـسحاب صـيفك شاتيا
أيـنـعـتُ أشــرب مــن رعــود مُـؤمّـلِ

هــي مـنـك أسـبـاب الـغواية لا تَـلُمْ
لــو مـيـض بــرق الـمـعصرات تـمَلْمُلِي

أغـويـتـنـي بــزهــور مــرجـك مــائـلا
فـذهـبـت أقـطـف عـاطـرات تَـخَـيُّلِي

فـا شـرب كما أسقيتني وهم الندى
يــشـدو لـنـهـرك و الـغـزالـة بـلـبـلي
****
ظــمــئ و لا مــــاءٌ بِــمَـائِـجِ قِــيْـعَـةٍ
فـاقـصـد بـشـعـرك مُـغـريا لا تـرْسِـلِ

هــــذا عَــبـيْـرِيَ لا تَــزِنْـهُ مُـفـاعِـلنْ
و زِنِ الــكَــلامِ رِصَــصْـتَـه بِـمُـفـاعِـلِ

أنـا لـمْ أقـلْ شـعرا ، شـعوري قالني
إن الـقـصـيـدة نــسـمـة الـمُـتـفاعِلِ

فَــــزِنِ الــهــواء أذا أرَدْتَــــكَ شــاديـا
هــو ذاك يـعـني الـشّـعر أو لا تَـفـعلِ

أنــا طـائر حـلّقْتُ فـي زمـن ( الأنـا )
أنـعـي عـلـى الأصـقـاع وجـه الألْـيَلِ

غَـنّـيْـتُ لـلـصبح الـجـميل قـصـائدي
و ســحـرت ألـبـاب الـشـعور بـأجـملِ

مــا لــي و نـقـد الـنـاقدين عـروضهم
مـادام لـحني فـي الـنقائض مَخْمَلِي

و لــكـم بـهـا مـسـك الـخـتام تـحـية
هــذا أنــا و الـحـرف خـيـطة مـغزلي

يـــا أنـــتِ مـبـدؤهـا وأنـــتِ خـتـامها
أنــتِ الـمـتاهة و الـهـدى لا تـسألي

و لــك عـلـى الـخـدين قـبـلة شـاعـر
أهـوى أحـمرار الـخد يـا أنـتِ ( ازعـلي )