الاسم : ناصر ابراهيم يوسف خليل
اسم الشهرة : ناصر ابراهيم قورة
الجنسية : مصري ( محافظة الشرقية )
رقم التليفون : 01019401965
Email: [email protected]
اسم العمل : كائن كان حى
التصنيف : قصة قصيرة ( مشاركة بمسابقة القصة القصيرة )
————————————————————
كائن كان حي
يحملني بين يديه، يجتاز بي حشائش الحقول في حرص مرهق حتى وصل بي الي تلك الشجرة التي اعتاد الجلوس تحتها، جثا على ركبتيه، ثم وضعني برفق على الأرض ومازال يسترق لي النظرات كأني سوق اضيع منه.
بداء يحفر في الأرض وعندما انتهي رفعني برفق من مكاني ووضعني داخل تلك الحفرة التي صنعها، وانهال بالتراب على حتى غطآني تماما، وما لبث ان فعل هذا حتى انهمر المطر، احسست بخطواته وهو يهرول مسرعا ليختبا من غزارته.
تتسرب المياه فوقي فتخترق طبقة التراب وتحولها الي طمي يحوطني، اشعر بتغيرات واضطرابات تختلجني يكاد جسدي أن يتمزق كأنه ذلك الحبل الذي يجذبه الأطفال من طرفيه في لعبة (شد الحبل).
تمر الأيام وانا اراقب اطرافي وهي تخرج مني متشعبة كأذرع الأخطبوط تغوص في الأرض من تحتي، بينما تحاول راسي ان تشق طريقها نحو سطح الأرض، وبعد انتظار طويل استطعت بالفعل ان اطل براسي واري ضوء الشمس والتي قد اتجه جسدي كله في حركة اليه صوبها.
وتمر أيام اخري يشتد عودي وازداد جمالا فتلك الأوراق (خدودي الوردية) التي تزينني تضفي على حسنا وبهاء.
تداعبني فراشات الصباح الرقيقة زات الألوان المبهجة، أعيش في سعادة بالغة.
حتى ذلك اليوم الذي زارني فيه برفقة صديقة المقرب.
فما ان راني حتى رقص فرحا من شدة جمالي فانطلق نحوي وامسك بي في قوة
انه يطيح بي يمينا ويسارا في عنف زائد “مهلا، مهلا، ماذا تفعل ؟! “ لا يسمعني، تلتف يده حول عودي ويحكم قبضته على – انه يحاول كسري
أستعمل اسلحتي للدفاع عن نفسي، اغرس شوكاتي بيده وبالفعل فقد اصبت سبابته، يلعقها بفمه، ولم يكترث طويلا، فما لبث ان عاد يكمل جريمته.
” اتوسل اليك اتركني ماذا فعلت لك ” صوتي لا يصل اليه، ولا اري سوي هذه الابتسامة البلهاء التي ترتسم على وجهة واتساع حدقة عينه كأنه مسحور.
اصرخ ” النجدة، أغيثوني، النجدة ” لاتصل صرخاتي لاحد ابكي، اقاوم، بلا فائدة
يأتي صوت صديقة في هدوء: ” ماذا تفعل يا صديقي؟! ”
وقبل ان يجيبه، انتابني شعور باليأس من مواصلة المقاومة، فقد بدأت اطرافي المثبتة بالأرض تتفلت واحدة تلوا أخري، وهنا أعلنت استسلامي
وأنا اسمعه يجيب صديقة وهو ينظر الي قائلا ” ستفرح كثيرا حبيبتي عندما ألقيها لها داخل شرفتها، ولربما تحتفظ بها بين أوراق أحد كتبها كما فَعَلت بسابقيها.