ط
الشعر والأدب

كان بانتظارى ..قصة قصيرة للكاتبة أميره الألفى

1236434_642378509115968_73032884_n
كانت تلك المرة الأولى التى أراه بها , كان يبدو أجمل مما توقعت فكان لديه صوت كالبلابل والعصافير المغردة , كنت دائما ً أهيم به , كان يحادثنى وأنا لا أسمعه كنت أشرد بما يقول أشرد بنبرة صوته التى كانت تأخذنى إلى عالم آخر , وأحيانا ً أخلد لنومى على صوته وعندما رأيته شعرت بالخوف والرهبة ولكننى كنت سعيدة فلم أكن أعلم من يكون , رأيته بإنتظارى شغوفا ً لرؤيتى رأيت عيناه تلمع كاللؤلؤ , رأيته بقمة الخجل , علمت حينها أنه صاحب الصوت المغرد , وبعدها تقدم خطوتين تجاهى وعيناه ترقص فرحا ً ولكنه نكسهما بالأرض إحتراما ً لى , فكانت عيون الناس ترقبنا وإذا به ينظر إلى ّ مرة أخرى ليشبع عيناه برؤيتى وأمد يده للسلام وإذا بى أشعر به يرتعش ويزداد تعرقا ً وتزداد يداه دفئا ً وصافحنى وهو بقمة سعادته وبعدها ترك يداى وتراجع إلى الخلف ليجعلنى أمر أمامه فقد كان يتمتع بذوق رفيع وذهبنا إلى مكان جلسنا به جنبا ً إلى جنب وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث فقد كان مراوغا ً بحديثه وكان مداعبا ً لى بعض الشئ وبينما نتحدث كان ينظر بعينى ليقرأ ما بهما وكنت أتهرب منه فقد كنت بقمة خجلى فأنا لم أعهد مطلقا ً أن أنظر بعينى من يحادثنى فما بالك به ماذا أفعل امامه وبينما نتحدث لا مسنى ذراعه سهوا ً منه فقد كان بنفس ذات الدفء الذى شعرت به بيداه بل وأتمنى ألا أبالغ فقد كانت مرتفعه حرارته أكثر فعندما شعرت بلمسته شعرت بدفء جنته وأنهينا حديثنا الذى إشتقنا إليه وأمتعنا كثيرا ً وأهم كل منا بالرحيل ولكنه بتلك المرة عزم على أن يسبقنى ويرحل , لم أكن اعلم لم ؟! ولكننى سمحت له بذلك وبعدها بدقائق إستقليت درجات السلم وعند آخر درجاته وجدته أمامى بإنتظارى ثانية , أراد ان يقل لى إلى اللقاء وليس وداعا ً أراد أن يرانى مرة أخرى قبل أن يرحل فقد كان يشتاق إلى ّ رغم أنها دقائق قليلة التى تركنى بها فعندما رأيته أصابنى الذهول وبعض الإرتباك فلم أكن اتوقع إنتظاره وتعثرت بآخر درجة من درجات السلم فنظر لى بعدما كان ينظر إلى الأرض وقال لى تمهلى حبيبتى فلا داع للعجلة أنا بإنتظارك وأمسك يداى حتى لا أسقط بجانبه وأعتدل توازنى بعد ان إختل ونظرت إليه بإبتسامة رقيقة أشكره بها فردنى بـــ لا عليك حبيبتى , قط كونى حذرة وحريصه على نفسك أكثر من ذلك فلا أريد أن أفقدك فأنتى روحى التى أحيا بها وترك يداى وعلى طرف لسانه إلى اللقاء وبعينيه سأفتقد غيابك حتى أراكى ثانية ولوح لى بيداه وتركنى ورحل ….

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى