صورة غير صحيحة لرابعة العدوية بالسينما المصرية
————————————————————-
رابعة العدوية كانت في طليعة الصوفية الذين قالوا بالحب الخالص، الحب الذي لا تقيده رغبة سوى حب الله وحده.
نبتت رابعة في بيئة محبة لله ، حفظت القرآن الكريم وتدبَّرت آياته وقرأت الحديث وتدارسته وحافظت على الصلاة وهي في عمر الزهور، وعاشت طوال حياتها عذراء بتولاً برغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد ورأت فيه بديلاً عن الحياة مع الزوج والولد وكانت رسالة رابعة لكل إنسان هي أن نحب من أحبنا أولاً وهو الله.
وبرى عبد الرحمن بدوي أن أسباب اختلافه مع الصورة التي صورتها السينما لرابعة في الجزء الأول من حياتها كفتاة لاهية تمرّغت في حياة الغواية والخمر والشهوات قبل أن تتجه إلى طاعة الله وعبادته بدلالات كثيرة منها الوراثة والبيئة، بالإضافة إلى الاستعداد الشخصي ، وكان جيران أبيها يطلقون عليه “العابد”، وما كان من الممكن وهذه تنشئة رابعة أن يفلت زمامها، كما أنها رفضت الزواج بشدة)
تمتعت رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عما يختلج بها من وجد وعشق لله، وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم. ومن أشعارها في إحدى قصائدها التي تصف حب الخالق تقول:
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك ——– واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى ——– خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى ——– وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى ——– فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه ——– فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي ——– ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك
أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــوى ——– وحــبــــا لأنــــك أهـــل لـــذاك
وأشتـاق شوقيـن.. شوق النـوى ——– وشـوق لقرب الخلـي من حمـاك
فأمـا الــذي هــو شــوق النــوى ——– فمسـري الدمــوع لطــول نـواك
أمــا اشتيـــاق لقـــرب الحمـــى ——– فنــار حيـــاة خبت فــي ضيــاك
ولست على الشجو أشكو الهوى ——–رضيت بما شئت لـي فـي هداكـا
————-
– شهيدة العشق الإلهي : عبد الرحمن بدوي
– دائرة المعارف الإسلامية : الجزء11 من المجلد التاسع.
رابعة العدوية في محراب الحب الإلهي : مأمون غريب
– هناك من يرى أن ما ورد من شعرها في العشق أبيات من قصيدة أبي فراس الحمداني في الأسر، وهو وارد في كل طبعات ديوانه.