كحل العين.مسابقة القصة القصيرة بقلم /  وحيدة رجيمي ميرا .الجزائر

خاص مسابقة القصة القصيرة
وحيدة رجيمي ميرا
من عنابة الجزائر
البريد الإلكتروني :
[email protected]
عنوان القصة القصيرة. . كحل العين
قصة قصيرة : كحل العين ..
نبض : وحيدة رجيمي – ميرا –

هلوسة الاشتياق..
ذاك .. هو تشخيص حالتي.. و لسان حالي …
أُطلُ من شرفتي على امتداد البحر.. فيهمس لي .. كأنه يقول :
صبرا جميلا…
يتعالى عزف شجي كسر قواعد ، قانون السكينة …
أهو القانون ..
لا..لا …
هي أوتار العود… تنتشي و تثمل…
و عليها رقص الناي الحزين…
و كأنني أسمع أنين الناي، متوهجا على أوتار العود…
يبوح الناي بشجنه ويدندن العود بحزنه….
الجرح غائر و قد خلته اندمل…
و… القلب ..هذا العضو.. متمرد و …
يتمرد علينا في الفرح و الجرح .. في السراء و الضراء و … الشجن..أمره قراره ..
طاعته لأمره ولا سلطان لنا عليه..
همس البحر….
القلب مركز الأمان و الاطمئنان…
استفتي قلبك و إن أفتوك الناس ..
ما باله أغلق دروب القلب و ألقى بالمفتاح في سراديب منسية؟ ..
هذه المرة انتهى كل شيء… هكذا كان يبدو ..
انقطعت سبل الوصال بيننا..
وقرر..يائسا ..
سأركن القلب يمينا و ألبس عباءة العقل …
أظنه الحل الأمثل و الأنجع …
لنخلد لبعض من الراحة و السكينة…
هكذا كان يظن.. قلت : هو الاكتفاء منه و الاستغناء عنه؟؟
لن أتأثر.. لا بقربه .. ولا بعده…
ندوب في قلبي لا تشفى …
لا أبدا لا يمكنه رتقها بخيط الاعتذار.. ولو كان من الحرير أو خيط الذهب ..
تذكرت قوله: أنت لقلبي قلب…
صباح الورد و ريح العود.. و العسل المعقود..
صباح الحب وجنونه…
أهديك قلبا على العز تربى… أدخلتك جنتي .. جنة أنا لم أكتشفها .. إلا .. عندما أضأت عيناك دروب الحياة…
قلت لي مرة ونسيت : إن الحزن يولد كبيرا ويموت صغيرا .. أسألك وأنت تركن القلب جانبا .. وتلبس عباءة العقل .. لماذا يظل الحزن فينا يكبر؟.. كأنه يعادي فرحنا الذي نتمناه ونؤجله دون أن نفرط فيه .. كأن بداخلنا حلبة تتصارع فيها الأضداد .. ما نريد .. يحسدنا عليه غيرنا ..
الحياة تمضي بنا إلى يومنا السعيد ..
فهل يحدث .. عندما يجف غدران الاهتمام – تتضاءل الرغبة في الاستمرار –
أما قال الأولون :” من يسكن الروح كيف القلب ينساه” … ومن تكحلت العين برؤياه .. لن تغرب شمسه عن القلب .. وما في القلب سواه ..
بقلم/ وحيدة رجيمي – ميرا