ط
هنا السعودية

كـراسي المسـاجد . بقلم : عبدالعزيز الفدغوش

 

إن انتشار الكراسي في المساجد ظاهرة بدأت تعكر صفو الأجواء الإيمانية والروحانية للمصلين حيث خرجت عن الغرض المخصص لها فتحولت من ضرورة للمرضى وكبار السن وغير القادرين على الوقوف، إلى وسيلة تشجع على التكاسل عن الوقوف لأداء الركوع والسجود ومظهر للترف لا ينسجم مع روح ومقاصد العبادة،ومما يلاحظ خلال الفترة من ( 10-15) عاما ازدياد عدد المصلين على الكراسي جلوسا من فئة الشباب بلا مبررات تبيح ذلك، إضافة إلى أن هذه الكراسي تُخل في تسوية الصفوف وتتسبب في مشاحنات ومشادات لا تليق بقدسية بيوت الله، فكثيرا ما تحدث مشكلات بسبب حجز البعض للكراسي وتمييزها بوسائد أوأغطية من الخام خاصة بهم أو جلبها بمعرفتهم ومنع الغير من الإقتراب منها، وفي صلاة الجمعة بصفة خاصة نجد من يجلس مع أولاده على الكراسي من غير ضرورة، والبعض يؤدي الصلاة على الكرسي بالرغم من قدرته على الوقوف مما قد يتسبب في بطلان صلاته وفق رأي الأئمة لأن الصلاة على الكرسي باطلة للقادر على القيام في صلاة الفريضة، ويرى الداعية صالح الغانم :(إن وجود الكراسي في المساجد عادة دخيلة تتسبب في عدم خشوع المصلي وقد يظن من يضعها في المساجد أنه يحسن وهو يسيء وهذه الظاهرة أقرب إلى البدعة، ويجب ابعاد المساجد من كل البدع التي تعطل الخشوع وأركان الصلاة) ووفقا لزيادة الإقبال على استخدام الكراسي في المساجد ازدادت إعلانات أصحاب المحلات التجارية والمواقع الإلكترونية عن بيع مثل هذه الكراسي وبمواصفات خاصة ومتعددة، ويجب عدم التساهل في استعمال الكراسي لأن إباحة الصلاة عليها مرتهن بالعجز وعدم القدرة في الحركة التي لا يقدر على الإتيان بها بالهيئة المشروعة ، وفي كل الأحوال فالعبرة بالمقدرة قال تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن:16] وقوله سبحانه: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا) [البقرة:286] ، وقول النبي ﷺ لعمران بن حصين رضي الله عنهما: (صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيًا) .

يا موزع ٍوسط المسـاجد كراسي
خِذْ سيرة المختار منهـج ودرسي

صــفوة بني آدم شـديد الْمِــرَاسي
في مسجده ما حط مسند وكرسي

عبدالعزيز سليمان الفدغوش

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى