ط
مقالات بقلم القراء

كنز القراءة . مقال بقلم / سهام السليماني . المغرب

 

كثيرا ما أبحر بتفكيري لزمن طفولة جميل كنت أتنافس و زميلاتي بالفصل حينها حول موضوع من يقرأ أكثر؛فترة لعبت دورا محوريا في تشكيل كياني و وجداني.

كانت القراءة و لازالت أهم محاور إهتماماتي، حيث أمام كل عثرة في مجرى من مجريات الحياة ألجأ للقراءة و لصديقي الأول و الأخير الكتاب الذي ما ذكرت يوما ما أنه خذلني أو أحرجني،بل في كل مرة كان يغنيني عن اللجوء لصديق لا ينفع أو لقريب ألهته الدنيا بملهياتها.

فقراءة كل كتاب مستجد تضيف لمخزوني الفكري الذي يظل محدودا في بحر المعرفة اللامحدود.

صادقت الكتاب فزهدت الدنيا و ما فيها و لم أجدصديقا أوفى منه أو أكثر إفادة لدرجة أني أعتبره معالجي النفسي و مرشدي الروحي. في زمننا هزلت نسبة المهتمين بالقراءة خاصة في

عالمنا العربي، فالتلميذ أصبح على الغالب يقرأ لأنه مجبر استعدادا لمجابهة إمتحان ما؛والطالب يقرأ مقررات المواد بهذف الحصول على شهادة جامعية في نهاية المطاف و بالتالي الحصول على وظيفة.

للأسف ما عادت صوب أعيننا أو محض الإهتمام مقولة عميد الأدب العربي طه حسين:”القاهرة تكتب و بيروت تطبع…و بغذاذ تقرأ”؛ فكيف لنا أن نزرع الأمل في جيل لا يقرأ إلا عن الفضائح و لا تغريه إلا الأخبار الزائفة…جيل لا يعرف عن القراءة إلا ما أمر به المدرس داخل الفصل.

من وجهة نظري، القراءة رياضة للعقل؛منظف للأفكار السلبية و ثراء لغوي و إدراكي لا يعلم قيمته إلا من عاش بين ثنايا صفحات الكتب، فغنى الروح و العقل تاج على رؤوس القراء بنهم.

من دورنا أن نشجع الأطفال منذ نعومة

أظافرهم على القراءة قصد حثهم على تحسين مستواهم في الكتابة و كذلك لتوعيتهم بقيمة التعليم في حياة الأفراد. و للمدرسة دور أساسي في ترغيب التلاميذ في القراءة عبر تخصيص حصص مدرسية، ندوات و مسابقات ثقافية تهذف للتوعية الطلبة على أهمية القراءة في حياة الفرد خاصة و المجتمع عامة.

و لا ننسى الدور الذي يمكن أن يلعبه المعلم في توجيه الطلبة على اختيار الكتب الملائمة لهم بحسب فئاتهم العمرية سواءا أكانوا أطفال، مراهقين أو شباب. فالبحض على القراءة يمكن أن نبني جيلا واع، متفاؤل و سلاحه الأمل في مجابهة كل صعوبات الحياة…جيل يؤمن بالقراءة، التعليم و دور الفكر الهاذف في بناء مجتمع قوي و ناجح.

سهام السليماني

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى