كوكب الشعر
يا شعرُ مالك لا تطاوع أدمعي
والليلُ من شوقي استحال بُدورا
عجزتْ قوافيكَ التي ما ذقتُها
إلا لأنشرَ من ضيائكَ نورا
أم مزَّق الأوراقَ حلمٌ خانني
واجتثَّ من قلبي الحياةَ دهورا
تبًّا لها الأفكارُ ، تبًّا للهوى
خانوا ، فهنتُ ، فلم أعدْ معذورا
يا أيها السعداءُ في ليل الهوى
مثلي يُعد مع الشقاء صبورا؟!
لا عشتُ يا قلمي إذا جفَّ الندى
من عينكَ الحُبلى ، أجبْ مغمورا
كم صغتَ لوحاتٍ كنسمات الهوى
من أحرف تروي العطاشَ الحورا
فأذبتَ من فرط الصبابة أضلعا
منهن ، أبدلتَ الجحيمَ سرورا
هذي الجدائلُ من قصيدك زُيِّنت
كالعقد من درٍّ يزين نحورا
وبريشة الفنان صوَّرت المها
بدرا ويسبح في الفضاء غيورا
وبوجنتي بحر الهُيام تفتحت
أزهار روضاتٍ تفوح عبيرا
آهٍ معذبتي بآهات الهوى
والبينِ ، أقصي سهمَك الموتورا
فلقد أصاب من الفؤاد فؤادَه
لم يُبق لي إلا الأسى المسطورا
من كوكب الشعراء جُبت قِفارَه
أهذي أيمِّم حرفيَ المشطورا
لي في فضاء الوجد منه أحبةٌ
يتهافتون لينقذوا المأسورا
في بحره الفياض أمواجُ النوى
بي تقذف البعدى ، تهدُّ جسورا