كتب /انيس بوجواري
في مبارة اداء ساخنة بين نجم كبير بحجم يحي الفخراني ونجم مهم بحجم نبيل الحلفاوي وأداء متمكن لهالة صدقي ونص متكامل لعب الرحيم كمال كان من الممكن ان تكون هذه الخلطة كافية لصنع مسلسل ناجح
لكن فجأة تكتشف ان خلطة نجاح احد أسبابها الاساسية وبقوة
اداء النجمة الشابة حنان مطاوع وكأن حنان في شخصية نرمين أصابها مس بتلك الشخصية فهي نرمين حقيقية قد تلتقي بها في حياتك اليومية بنفس ملامحها التي تدل على ما فعله الزمن بها ونبرة صوتها المكسورة حتى وهي تدعي الفرح أمام ابنها المقعد
انفعالات حنان مضبوطة مئة بالمئة وبعيدا عن فخ الأوفر فهي لاتصرخ ولاتنوح ليتعاطف معها الناس فهي قادرة بنظرة عين فعل ذلك
وانا أشاهد شخصية نرمين تذكرت خطوات حنان الهادئة والمدرسة فهي لم تسقط في فخ الأدوار الركيكة حتى في مرحلة الانتشار بل انها حاولت ان تتمرد على هدوئها بعد اعمال أمثال حديث الصباح والمساء وأميرة في عابدين فقدمت ادوار البنت المتمردة والحقودة احيانا مثلما فعلت في نجمة الجماهير ومثلما قدمت الزوجة المتسلطة في سارة
وقدمت مشهد مدهش في فيلم قص ولزق
بل ان جرأتها لم تتوقف عند هذا فحسب فقدمت الكوميديا في مسرحية انا الرئيس امام سامح حسين وكانت موفقة في دورها للغاية
بالعودة الى ونوس المسلسل الناجح الذي يعرض حاليا تشاهد خلاصة تلك الموهبة الكبيرة قيمة التي لا تتواجد الا حينما يكون للتواجد فائدة
ولكن هذه المرة الفائدة مصحوبة بالدهشة لدى كل مشاهدي ونوس بسبب نضوج حنان فنيا
وكأنها تجبرنا ان نقول لأنصاف المواهب الذين يحتلون اماكن اقل من موهبتهم : كونوا موهوبين او بالاحرى كونوا حنان مطاوع !!
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون