يعاني كثيرون من آلام الظهر والعمود الفقري التي تشير في غالبية الحالات إلى نمط المعيشة الخاطئ بأصابع الاتهام.
يربط العمود الفقري بين الرأس وجزءي الجسم العلوي والسفلي، وهو يحمل وزن الجسم كاملاً، وبالتالي كلّما زاد الوزن زاد الضغط على العمود الفقري الذي يتألّف من مجموعة من الفقرات التي تتصل ببعضها البعض. لذا، لا بد من إيلاء كل تفصيل في حياتنا أهميةً، ومعرفة أثره على صحّة العمود الفقري، ولا سيما وضعية الجلوس والوقوف وحمل الأوزان الثقيلة وطريقة النهوض من الفراش وكيفية الانحناء؟
إشارة إلى أن وقاية العمود الفقري المستمرة تجنّب الإصابة بـ”الديسك”. ويشمل العلاج تقوية العضلات والأربطة عبر المواظبة على أداء التمرينات الرياضية.
ومن الأسباب المسؤولة أيضاً عن إلقاء الأعباء على العمود الفقري، يعدّد الاختصاصي في جراحة العظام والمفاصل الدكتور محمود ضعون لقارئات “سيدتي” الآتي:
_ الوزن الزائد: عندما يحمل الجسم وزناً إضافياً (الكرش مثلاً) يتعرّض للانحناء إلى الأمام بسبب خلل في التوازن، ما يسبّب جهداً إضافياً على عضلات الظهر. إشارة إلى أن الحوامل يعانين أيضاً من آلام في الظهر، ويحتجن إلى تعزيز عضلاتهن عبر ممارسة الرياضة بانتظام وخفض الوزن الزائد.
_ الجلوس لساعات متواصلة: لا يُنصح بالجلوس لأكثر من ساعة؛ لذا على الموظف المكتبي أن يمشي لحوالي خمس دقائق بعد كلّ ساعة من الجلوس. ويجدر به الجلوس في زاوية تسعين درجة مئوية على كرسي مزوّد بمسند أو بوسادة وثيرة تدعم الظهر، على أن يلامس الصدر طاولة المكتب وتُثبت اليدان على الأخير، مع ضرورة تجنّب الانحناء أثناء العمل.
_ الوقوف لساعات متواصلة: للعمود الفقري انحناءات طبيعية، لذا يُنصح بالحفاظ على شكل الجزء السفلي من الظهر متقعراً أثناء الوقوف، على أن تكون الكتفان مستقيمتين. ومن الضروري تجنب الوقوف طويلاً، بل الجلوس أو تحريك الجسم بعد كل ساعة ونصف ساعة من الوقوف كحد أقصى. ويتمّ تحريك الجسم بعد الوقوف عبر حني الظهر إلى الأمام لمحاولة ملامسة أصابع اليدين أطراف أصابع القدمين، بدون ثني الركبتين.
_ القيادة لمسافات طويلة: قد تتسبّب بمشكلة في العمود الفقري والرقبة معاً. لذا، يُنصح عند القيادة لمسافات بعيدة بالاستراحة لمدّة تراوح بين خمس وعشر دقائق بعد كلّ ساعة من القيادة.
لناحية كرسيّ القيادة، يجب أن يدعم الأخير بمسند خاص لحماية الظهر، على أن يجلس السائق بزاوية تسعين درجة مئوية، وأن يقرّب المقعد قدر المستطاع من عجلة القيادة.
_ طريقة النوم: تكون مرتبة السرير الصحيّة مضغوطة في داخلها عادةً، بخلاف تلك القديمة والمزودة برفّاص. ويجدر ألا نقوم مباشرةً من السرير، بل يجب أولاً الاستلقاء على أحد الجانبين لتجنّب مضاعفة الجهد على عضلات الظهر.
الجدير بالذكر أنه لا يحبذ النوم على البطن، إذ تضغط هذه الوضعية ضغطاً معاكساً على عضلات الظهر، وبالتالي تتسبّب بالآلام.
_ انتعال الكعب العالي: يتسبّب الحذاء ذو الكعب العالي بخلل في نقطة توازن الجسم، ما يدفع من يرتديه إلى الانحناء للأمام، وبالتالي يولّد جهداً إضافياً على عضلات الظهر. ومن الضروري البعد عن انتعاله أثناء المشي أو الوقوف لساعات.
_ ممارسة الرياضة بطريقة خاطئة: من الضروري ممارسة الرياضة بشكل مدروس، مع تلقّي الإرشادات اللازمة من خبير.
_ حمل الأوزان الثقيلة: تفوق أوزان الحقائب المدرسية قدرة التلامذة على حملها، ما يكرّر الشكاوى من الالتواء الحاد في العمود الفقري والآلام والتشنجات في سنّ الحادية عشرة. لذا، تبدو الحقيبة المزوّدة بعجلات أفضل خيار.