كُـؤوسُ مَـدَامِـعـي
***************
لَـمْ يَـسْتِـمِعْ يَوْمَـاً إلَى خَطْبِ النَّـوَى ,,
ذَاكَ الـذي نَــوَّيْـتُ فِـيْـهِ تَـلَــوُّعِـي
واقْـتَـــادَ أتْـــرَاحَ الْـمَــــدَائِـنِ كَـلِّـهَـا ,,
وغَـزَا الْـفُؤَادَ عَلَى عَـوِيْلِ تَـوَجُّـعي
كَـمْ سَـرَّهُ الْـوَرْدَ الْـجَـمِـيْــلَ ذُبُـولَــهُ ,,
وَاشْتَاقَ أنْ تَبْقَى الْهُمُومُ تَجَـرُّعي
مَـا هَـمَّـهُ الْأغْصَـانَ يَلْـقَـفُـهَا الْجَـوَى ,,
هُـوَ مَا تَرَاهُ الْـعَـاشِقِيْنَ بِـصَـارِعِي
هُـوَ عَـابِـثٌ بِـبَـرَاءِتيْ فَـمَـنِ اجْـتَبَى ,,
لِلْـقَـلْبِ خِـلاًّ بَـعْـدَ طُــولِ تَـمَنُّـعي
للهِ كِـلْــتُ الأمْـــرَ بَـعْــدَ خُـطُـــوبِـهِ ,,
وَجَعَلْتُ باسْمِ الْمُرْسَلِيْنَ تَضُـرُّعي
وَشَكَـوْتُ حَالِيَ في دُجَـاهُ بِدَمْـعَـةٍ ,,
فِـيْهَـا الْـخُشُوعُ مُـقَطَّراً من أضْلُعي
مَااشْتَدَّ بَأسٌ إنْ ذَكَـرْتُ بِـخافقي ,,
اسْـمَ الْغَنِـيِّ إذَا أتَـيْـتُ مَـضَـاجِعـي
في حضْـرَةٍ وَلِـعَـتْ بِـهَـا أرْوَاحُـنَـا ,,
والــذَّاكِــرِيْنَ اللهَ طَـافُـوا مَسَامـعي
لا صَـوْتَ يَـعْـلُـوَ فَـوقَ صَـوتِ مُـغَـرِّدٍ ,,
أوْ مُـنْشِدٍ جَـعَـلَ الْأنِـيْنَ مُـوَدِّعي
لأنَـالَ مَـرْضَــاةَ الْـكَـريْـمِ وَ حُـبِّــهِ ,,
وَعَلَي الْخُدُودِ يَفيضُ كَأسُ مَدَامعي
مَنْ قَالَ إقْرَأْ للحبيبِ الْمُصْطَفى ,,
هُـوَ ذَا الخبيـرُ فَـيَـا عُيُــونُ تَـرَفَّـعـي
إنْ صَاحَ وَجْدُ الذَّاكِرينَ عنِ الهوى ,,
وَبِـيَـمِّ عِطْـرِ العـاشِقيـنَ تَمَـتَّـعي
بَيْنَ الْـمَـلائِـكِـةِ الْـكِـرَامِ جَنَـاحُها ,,
يَصِلُ السَّمـاءَ بِـذِكْـرِكِ الْـمُـتَـفَـرِّعِ
مِـنْ جِـزْعِ أشْـجَارِ النَّبِـيِّ وذكْرُهُ ,,
مِفْـتَـاحُ أبْــوابَ الكَـلامِ بِمَجْـمَـعي
واللهُ رُوحُ الْـمُـغْـرَمِـيْـنَ بِـبَـابـهِ ,,
تَـهْـوَى الْـوُلوجُ إلي رِضَـاهُ بـشَافِـعِ
وَالـرَّعْدُ سَبَّحَ وَالْـكَواكِبُ كُلُّهَـا ,,
والشَّمْسُ تَسْجُـدُ والْعُلُومُ مرَاجِعي
والْكَوْنُ يَبْسُمُ والثَّريُّ هُوَ الذي ,,
لِـبِسَ الْـقَـنَـاعَـةَ في الحَياةِ كَبُرْقُع
وَالزُّهْدُ مِنْ طَبْعِ الْكِرَامِ وَهَا أنـا ,,
بَـحْرُ الْفُـتُـوَّةِ منْ كُـؤوسِ مَدَامعي
فَبِسِرِّهَـا الْمَكْنُونِ هَدْيَ مُوَحِّدٍ ,,
في سَلْسَبيْلِ خَرِيْرِهَـا الْمُـتَدَافِـعِ
***********************
يـاســر فــريــد