ط
مسابقة الخاطرة

كُلَّ عامٍ وأنتِ بِحُبٍ..مسابقة الخاطرة بقلم / عباس باني المالكي من العراق

نص :- (كُلَّ عامٍ وأنتِ بِحُبٍ)
الشاعر :-عباس باني المالكي
( الخاطرة)
مسابقة مهرجان همسه الدولي 2016
العنوان :- العراق – محافظة ميسان
هاتف : 009647802676488

(كُلَّ عامٍ وأنتِ بِحُبٍ)

أَنا وَ كَمْ أَنتِ، سأَخرُجُ مِنَ الأَنا كي أَراكِ أَكثرْ. لَمْ أَفعَلْ شَيئاً غيرَ أنّي لَوَّنتُ الأَيقُونَةَ بِلونِ الماءِ والغاباتِ، وتَحَكَّمْتُ بِلونِ السَّماءِ وَقتَ انحِدارِ الروحِ إلى فَجْوَةٍ غارِقَةٍ بالعزلةِ …
أَنا وَ كَمْ أَنتِ، لم أَفْعَْل شَيئاً سوى أنّي طرَّزْتُ الافتراضَ بِحبالِ الحُلُمِ وإجتَذَبتُ الواقِعَ مِن حَدائقِ العِطْرِ خارِجَ بَكارَِة النَّدى في أَوَّلِ النَّهارْ ..
تَوَقَّفَتِ الدُّروبُ عِنْدَ شَفَةِ الرِّيحِ، لِتَأشِيرِ حُرِّيَتِنا المُسْتَحيلةِ، حيثُ يَصعَدُ المُطْلَقُ العارِمُ إلى جَبينِ السَّماءِ كطائرٍ من الجَمْرِ … فيأتينا سادَةُ القَمَرِ بآخِرِ بِشارةِ هلالِ العيدْ. أَصْنَعُ مِنَ المدُنِ التائِهَةِ في مَحطّاتِ الأقفالِ والمفاتيحِ، مدىً للبُرُتقالِ والحجارةِ، فقد جاءَ الفَجرُ بأخرِ تَرتيلِ الفَيافي الغائبةِ بمسارِ الخَريفِ البَعيدْ … فَأُؤشِّرُ على ساريةِ الموجِ تَأشيرةَ حنينٍ، إلى فراديسِ القوافلِ أَضجَرَتها الخُطى في قُرى الرّوحِ … فقد إنطَفَأَتِ النجومُ، ليأتيَ الهلالُ أَوَّلَ العيدِ …أَبحثُ عن العائدينَ مِن جَنازَةِ طفولتَي، مِن عالَمٍ يَكْتَنِفُهُ ارتِجافُ البردِ من دروبِ النارْ، وأَنْقُلُ شاخصَ الروحِ إلى النَفَسِ الأخيرِ مِن أَسوارِ المُدُنِ التي احتَضَنَتْ شواطِئَ، يتسوَّلُ فيها البَحرُ قطرةَ ماءٍ من خَريرِ الغيمْ ..أَتَحَوَّلُ إلى جَدولٍ تَعِبَ من الصَّيفِ وَقْتَ احتراقِ الماءِ بِدَمِهْ أَبقى أُراقِبُ العيدَ…أنا المُتَّهَمُ بجنونِ الشِّعْرِ و الحَنينْ ..أُعَلِّقُ فَرحَتي على طفولَةِ الشَّجَرِ ..وأُغادِرُ بآخرِ إغفاءَةٍ إلى أُفُقِ المدينةِ السّاِكنَةِ في حُلُمي، كي أراكِ يا سيدةَ الرّوحْ …لِأَجمَعَ أَصدافَ حُروفِ العِشْقِ مِن شواطئَ غَسَلَتْ روحَها بالفَجرِ النَقيِّ، لأَعودَ إلى قاعِ الضّلوعِ وأَجمعُ لُغَةَ المسافاتِ …لأغسلَ هلالَ الغيمِ من الصدأِ ………!!!!! وكلَّ عامٍ وأَنتِ بحبٍ…وكلَّ بَحرٍ وأَنتِ بموجٍ .. وكلَّ عِشْقٍ وأَنتِ بجنونٍ .. وكلَّ قمرٍ وأنتِ مدينةُ حُلُمْ…عذراً، أَنا لَم أمتلكْ بطاقةَ سَفرٍ عبرَ الزمانِ.. سأُفَكِّرُ بانتظارِها، فقد كلَّفتُ نوحاً أن يَحمِلَها في سُفُنِه .. لهذا سَأَنتَظِرُها

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى