( لؤلؤة الواحة )-أو ( رحلة مع قلبي ) كما يروق لكم تسميتها:-
————————–
البحر الطويل /شعر/سلطان محمود سلطان الهالوصي
————————–
نَـظـــرْتُ حـيـــاةَ الجــدبِ حــولَ فُــؤادِيــا..
تَـجـمَّـــدَ نـهــــرُ الحــبِّ فـوقَ بُـسـاطِـيــا
وأصـبـــحَ جّـــذري بـاحــثـــاً مُـتَـنَـشِّـئـــاً..
لـقـطْــــرةِ حُـــــبٍّ كـيْ تَــــرُمَّ رُفـــاتِـيـــا
مُـيــاوَمَــةً عــانــقْــتُ ظُـلْــمــةَ وحـدتـي..
تـبـعْـثـــرَ حـبـِّـي فـى ثُـغــــورِ شَــراقـِيــا
تَـحـــاتَــنَــتِ الأيَّــــامُ فـى مـــلـلٍ كـمـــا..
خـريـفٍ علي عُـمـــري وجَــارَ مُـحـاكِــيــا
فـنــادَيْـتُ فـى جـوف الـدجـى بـلــواعـجٍ..
عسى خـالـقي أنْ يسـتجــيـبَ دعائِـيـا
إلـهـي خَـلـقْـــتَ الحُـــبَّ ثُــمَّ وضــعــتــه..
جـنــا القلـبِ والوجـدانِ شهــداً وشافِـيـا
وقَــلَّــبْـتــهـــا بــيــن الأنــامِـــلِ حِــكْـمــةً..
مَـشــيـئَـتـُـــكَ الــغَــــرَّاء بـلـســم دائِـيــا
سَــقَــيْـتَ فـأحْــيَـيْـتَ الـقـلـــوبَ مـــودَّةً..
بِـرَحْـمَـتِـــكَ الـعـصْـمــاء,فــارْأَفْ بـحــالِـيـا
حنانيْك ربِّي فاسْقِني الشَّهْـدَ فى الدُّنا..
حَــلالاً هــنـيــئـــاً كـيْ تـــــزولَ سِـآمِـيــا
أيـا خــافـقاً والـنَّـفْــس هــل بِـجَـمَــامَــةٍ..
تَـجــالَـيْـتُـمــا حـتَّـى أُتَــرْجِــمَ مــا بِــيـــا
فـبـــاحَ الأنــا:أصــبــو لِـنَـفْـــسٍ وَفِــيَّــــةٍ..
أُسـاكِـنُــهــا بــالـحُــــبِّ تُــغْــــدِقُ دارِيـــا
أهـيـــمُ بِـهــا عِـشـقـــاً تـكـــونُ رِدائِـيــا..
أُجَـمِّـشُـهـــا والـفــــرحُ يَـقْــــرَعُ بـابِــيـــا
أنـا الـصَّـقْـــرُ فـى الـعـليـاءِ رامَ طَـعَـامَــهُ..
رمـقْــتُ جـيــافـاً صـوْبَ نسْـجِ شِبـاكِيــا
فـصُـمْـتُ عـنِ التّهـيــامِ صــوم عـفــافَــةٍ..
فُـطِـمْــتَ الـهــوى حـتـى ألاقِ مـرامِـيــا
رضـيـعُ الـسُّهــاد المُـرِّ مـن ضـرع وحدتي..
بـلـيــــلٍ بـهـيـــمٍ لـمْ يُـبــارحْ سـمـائِـيــا
وغَــــرَّدَ قــلـــبــي بـائِــحـــاً مُـتَــوَجِّـعــــاً..
أعـيــشُ وحـيـــداً أكْـتَــوي صَـلْـيَ نـارِيــا
جـريــــحٌ بــســيـــفٍ لـلأبـــابَـــةِ نــــازِفٌ..
ولا لـي حــبـيـــبٌ قـد يُـــداوي جِـراحِـيــا
أنـا جَــعِـــمٌ لـلـحُــــبِّ هــــامَ صـبــــابــةً..
بـغـيـــرِ أصـيــلٍ مـا انْـقَـضَـتْ شـهـواتِـيــا
سجينُ الهـوى إِقْـلِـيـدُ معتقلي اخْـتَـفَى..
بـأيْــدِ حــبـيـبٍ فـى الـغـيـاهِــبِ غـافِـيــا
ويَـعْـــزِفُ نــايُ الـنَّـبْـــضِ لـحـنَ فُـؤادِيـــا..
ولا سـامِـــعٌ يَـصْـــدي لِـصــوتِ نِــدائِـيــا
أيـا جَــذْرِيَ الـظَّـمْـــآن جَـهـــدك ضـائــعٌ..
تـــــهٍ عــبـثــــا حــاولْــــتَ رَمَّ رُفـــاتِــيـــا
أيـا قـلـبيَ المَـشْطـور كـم أنـتَ جـافِــلٌ..
فـصَـبْــــرٌ جـمـيــــلٌ قــد يُـبَـــدِّلَ حـالـِيـــا
أيـا نـفـسـيَ الـمَـفْـقُـــود تَـبـًّــا لِـتَـــوْأَمٍ..
يُـفـــارِقُ روحــي كـيْ يُـحَـنَّـــطَ خـالِـيـــا
فَـلَـمْـلَـمْـتُـهـا نـفـسي بِـكُـلِّ خـوالـجي..
وجــانَـفْــتُ قــومـي هـــاك زاد رحـالِـيـــا
وأرْدَفْـــــتُ إنِّـــي راحِــــلٌ ومُــهَــــاجِـــــرٌ..
إلـى عــالَـمٍ يَـخْـلــو مِـنَ الجَــدْبِ رابِـيــا
أيـا قـلــبـيَ الـمِـسْـفــار كُـنْ قـائـــداً ولا..
تَـمُــتْ واكْـتَـشِـفْ كَـوْنـاً يكونُ حَـيـاتِـيــا
كَبَـوْصَـلَـةٍ كُـنْ لـلهُـــدَى أو كَـمِـخْـشَــفٍ..
إذا سَــدِفَـــتْ عـيـنـي أنـــارَ شِـعـــابِـيــا
فـــأَرْدَفَ قــلـــبــي قــائــــلاً بــطـــلاقـــةٍ..
أنـا غــايـتــي حُــــبٌّ يُـطَـــبِّـب مــا بِـيــا
مَــهٍ واسْـتَـــرِحْ واعْـطِـنـي قَـــوْدَ دَفَّــتي..
ورَبِّـي سَـيَـهْــدِيـنِـي فــلا تَـكـُ خــاشِـيـا
فـأبْـحَـــرْتُ فـى يَــمِّ الـحَـيـــاةِ مُـنَـقِّـبـــاً..
كمـا هـائـمٍ , عَـمَّـنْ يَـغـــيـبُ مُـجـافِـيـــا
سَـرَى اللَّيْــلُ بـالأحــلامِ مُجْهَـضَـةً ولـمْ..
يَــزُرْ خـاطــري طـيـــفٌ يُـهَــدْهِـد بـالـِيــا
ويَـجْـشُــرُ صُـبْــحٌ لـلأمـــانـي مُـــوَلّــِــداً..
أفِــيــئُ لِـحُـلْـمـي والـهــوى مُـتَصـابِـيــا
وجَــــدَّفَ قـلــبـي بُـكْـــرَةَ,والأصـيــــل ذا..
ـهِـبـاً,شبــحُ الإرهـــاصِ بـاليـــأسِ آتِـيــا
وذاتَ صـبــاحٍ فـجـــأةً صـــاحَ خـــافـقـي..
أَهَــــذا سَــــرابُ أم وجــــدت مــرامِــيـــا
بـلـى واحَــتِـي الورفـــاء تـلك جـزيـرتي..
بـعـيـني إلـيـهـا قــد نَـظَـــرْت مـبــاهِـيــا
فَـسُـرَّتْ لـهـا عـيـني,جَـلَا الهَـمُّ ماضِيـا..
وقـد حَـبَـضَ الـقـلـبُ الـذي كـان صـالِـيـا
رَسَـْوتُ وقـلـبـي فاسْتـكـانتْ خوالـجي..
وعـنــد بـلـوغي مَـوْضِـعَ الـرَّسْـوِ راسِـيـا
لـمـحـت على الـكـثـبــان لـؤلـؤةً جـمـيـ..
ـلَـةً وتَـشِـــعّ الـنــــور طـــاف مُـغــاشِـيـا
فـقـالـتْ:لِـمَـا عَـنِّـي تـأخَّـــرْتَ فـارسي..
لقـد طــالَ للسَّبْـعِ الـجَـسـورِ انـْتـظـارِيـا
أيـا فـارسـاً حَــدِّثْ فَـتُــأْنِـــسَ وِحْــدتـي..
أَزِلْ بُــعْــدَنَـا فـالـقـلــبُ يـطـفـقُ راجِـيـــا
فـقـلـت:أنـا الـبـحّــَارُ فـى يَــمِّ وحـدتـي..
لـعـمــري بـعـمــري قـد مهـــرتـك غـالِـيـا
أنــا فـــارسٌ لـلحُـــبِّ أهــــدي وُرُودِيـــــا..
أُغَــنِّـي بِـأشْـعـــاري لَـحُـــونَ وفــائِــيـــا
بِـيُـسْـرَى يَــدَايَ الـبِـيــض أَحْمِـلُ زَهْـرَةً..
ويُـمْـنَـــايَ مـنهـا كـم يَـلُــوحُ حُسـامِـيــا
فـأرْدَفَــتِ الـشَّـقْــرَاءُ والـدَّمـــع هــاتِـنـــاً..
إِلَـيْــكَ نَــــذَرْتُ الـعـمـــرَ حُـبـًّــا مُــدَاوِيـــا
عَـزِيـــزَةُ قـومي والتَّــواضُــعُ جَــوْسَقِـي..
حَـبُــــورَةُ داري والـعَـفــــافُ خـِصـــالِـيـــا
بِـشَـــرْنَـقَـةٍ أَحْـيَـــا كَـمَـــيِّــتَــةٍ وَمَـــــــوْ..
ـلِــدِي بـوصــولِ اللــيـث يـرجــو وصالِـيـا
كَـبَـــدْرٍ يُــــدَاري بِـالـمَـحَـــاقِ جَـمَـــالـه..
ولا أَنْـجَــــلِــي إِلَّا لِــتَـــــاجِ جـمــــالِــيـــا
أيـا فـــارسَ الـفــرسـانِ أنـت هــديَّـتـي..
أَشَـارَتْ إلـي قـلـبـي: فَـــذَاكَ حِـبَـائِـيــا