[highlight]
لا تنس من رحلوا
حوراءُ جاءتْ وقلبي الصبُّ في المحنِ
قد أصبحتْ همسةً من غابر الزَمَنِ
الكأس في يدها والزهر طوّقها
تبدو كأغنيةٍ في صوتها الحسنِ
مِثْلَ النجومِ أتتْ ليلاً تسامرني
لتمسحَ الدمعَ عنْ روحي وعن بدني
قالت تعاتبني في ليلةِ الحلمِ
قدْ مرَّ شهرٌ ولمْ تحضرْ لتؤنسني
الروح قتلى ومن عينيك مرقدها
يا منية الروح اقبلْ كي تقبلني
لا زلتُ أذكرُ ثغراً كانَ يلثمني
فأنتَ عشقي في سري وفي علني
قل ليْ وهلْ بقيتْ في قلبكم صوري
آمْ إنّهُ الدهرُ يُنسي ساكنَ الْكَفَنِ
إنّي على العهدِ لا أنسى مودّتكم
لكنّهُ الموجُ يخفي راكبَ السفنِ
لا تجعل الدهرَ يفني ذكرَ مَنْ رحلوا
إطلقْ سلامكَ لي إِنْ شئتَ تسعدني
لمْ تدرِ يا سامعي قدْ بتُّ في حَزَني
لولا زيارةُ مَنْ قد جاء يذكرني
قضيت عمري والآهات ماهدات
ياقبلة العمر انت اليوم تنقذني
———-
يا ويلتي يوم قالـت لـي تودعني
والدمع في خدها قد سَحَّ في شجنِ
يا متلفي ما راينا فرحة ابدا
ولم نعش ساعةً فى روضة الوطنِ
الموج يكتمُ أنفاسي ويغرقها
في لجّةِ البحر والأحلامُ تسعفني
قد يسألُ الناسُ عني يوم فرقتنا
والنفسُ في غربةٍ ما راقها سكني
جسمي طريحٌ وروحي عندكم قُتلت
فالروح في كفنٍ والجسم في كفنِ
هل تعلمين بان البعد مزَّقني
ادنو إليكِ ونارُ الشوق تحرقني
اسمعْ قتيلَ الهوى وافهمْ حكايتهُ
قد قال في المٍ ويحي وَيَا حزني
[/highlight]