خاص بمسابقة مهرجان همسة (الدورة الثانية ) بمسابقة شعر التفعيلة
للشاعر الجزائري يوسف الباز بلغيث
_______________
لاَجِئَــــه..!!
شامةٌ في الخدِّ زانتْها..
و أضناها العياءْ..!
.. و وشاحٌ مُسدَلٌ
رثَّ منَ التّجوالِ
صيفًا ،،و شتاءْ.. !
شامةٌ في وجهِ ظبيٍ..
هدَّها التِّرحالُ من وادٍ..
لِسفحٍ ،، شقَّها نصفَينِ بردٌ
..دكَّ فيها دمعةً وسْطَ العراءْ .
.. و برغمِ الجوعِ ..رغمِ الشّوقِ
للدّار ِ،، و للمَرجِ المقفَّى
بعبيرِ الدّفءِ ..قالت في إباءْ :
” يا أُخَيَّ الرُّوحِ ؛
أحلامي سرابٌ يمتطي نخلي،،
و يتلو حسْرتي الحرَّى
على سمع السّماءْ !!
..و سمائي خسفُ “نُمرودٍ ” هناكْ..!
إنّني أبكي نـجومي،،
و جراحي تغرسُ الوعدَ
مدَى أمنيّةٍ ،،تحتَ سَـماكْ !!
لا تلمْني – يا أُخَيَّ الرُّوحِ –
..هَبْ لي خُبزةً ..
فالصّدرُ خاوٍ منذ أحلامٍ
توارتْ،،شرَّدتْ طعمَ الرّجاءْ .
صِبيتي حنُّوا لطبشورٍ ،،
و ألوانٍ ..و قِصّــةْ..!
لو يخوضوا وسْطَ حلمٍ قبل
قصفٍ..طيفَ حِصّـةْ ..!
..قال لي أوسطُهم :
” أمّي ؛ بَراني الشّوقُ
للضّيعةِ..للدّوحِ..و صَحبي.. ! “.
..ألجمَ الحزنُ لساني،،
عاودَ النّكأَ على جرحي
..و قالْ :
” أينَ شامِي ؟!..
..أينَ نورُ العينِ في بؤبؤ قلبي ؟!
..أينَ زهرُ الرّوضةِ الشّهباءِ
من بين الحطامْ ؟!
..أينَ رسمي ؟!
لم أجدْ في القسمِ بعدَ
الحُلمِ غيرَ البُومِ يسلو
..غرَّهُ ريشُ الحَمامْ !! “.
لفَّ صوتَ الآهِ..
و استلقتْ دموعي فوقَ خدّي
دونَ ردٍّ للجوابْ،،
و اغتدى بَوْحي بكاءْ !
* * *
شامةٌ في وجهِها المضياءِ
طلَّتْ خلفَ وهجٍ ..و انكسارْ.. !
ثمّ مدّتْ تحتَ جُنحِ الهمِّ
كفًّا..زانها التّخضابُ
محشُوًّا غبارْ.. !
ترتجي عونًا ،، و خُبزةْ..
هل تُرى أدعوكِ ” عِزّةْ..!” ؟
أم تُرى ظلّ الأميرةْ..؟
كم هوتْ منكِ الأماني
في سراديبَ أسيرةْ .
يا ابنةَ الأحرارِ ؛
سِيحي في المدَى ..و ادْعي الألهْ..
أن تظلَّ الشّامةُ الغرّاءُ..
و الكفُّ الـمُحنَّاةُ بدفءٍ..
عِزّةً فوقَ الجباهْ.. !
محبة تليق بكم جميعا