مكتب الأردن
منال أحمد الحسبان
مقال بقلم الدكتور د.رياض الفرج
بكل تأكيد كل مواطن يحب أن يرى الصورة الأجمل والأبهى في وطنه, ويحب أن يسمع ما يثلج الصدر من الأحبار والسلوكيات التي ترفع الرأس , ولا شك أن في بلدنا العديد من الإنجازات الوطنية التي تدعو للاعتزاز , لكن من لا بد لفت النظر إلى ممارسات تدعو إلى الأسى والحزن , وكلها سلوكيات إنسانية تؤلم من يتابعها ومنها :
• إذا شاهدت تخريبا في حديقة عامة , أو متنزه عام ,أو غابة حرجية , أو ممتلكات عامة في المدارس , والجامعات , أو حافلات النقل فأنت في الأردن .
• إذا شاهدت سائقا يقف بسيارته في وسط الطريق ويغلق الطريق ليتناول ربطة خبز أو فنجان قهوة , أو علبة عصير أو سجائر , أو يسلم على أحد المارة , أو ينتظر راكبا , أو يحمل راكبا فأنت في الأردن .
• إذا شاهدت عبارات الحب , أو الفخر , أو اللوم أو التأفف ” آه يا زمن ” مكتوبة على السيارات ,أو على الجدران , أو عبارات الدعاية التجارية , أو الإعلانات بكل أشكالها في كل مكان للمقاولين , للأطباء , للمهندسين , للمكتبات , للتجار , للحفلات , للمناسبات , فأنت في الأردن .
• إذا شاهدت التاجر يلقي بالنفايات أمام متجرة في الشارع العام , والسائق يلقي من نافذة سيارته مخالفات ما أكل وشرب , والراكب يفتح نافذة السيارة ليرمي العلب والاكياس وبقايا المكسرات , والمواطن يرمي فضلات منزله في غير المكان المخصص لها , وتلميذ المدرسة يرمي بكتبه ودفاتره في الشارع بعد أن ينهى الامتحان , فأنت في الأردن .
• إذا شاهدت حالات التوتر والعصبية ، والغضب ، والمزاج الحاد ، والسباب والشتائم في كل مكان ، في الأسواق ، في مواقف السيارات ، في الأماكن العامة ، في مجلس النواب وتحت القبة , في رمضان , في العمرة , في الحج , في المناسبات العامة , وإذا رأيت مثل هذه فأنت في الأردن .
• إذا شاهدت المشاجرات الجماعية في الاجتماعات , في الجامعات , في صالات الأفراح , في طوابير سيارات الأعراس , في مهرجانات الانتخابات , في الملاعب , أمام مدراس البنات , فأنت في الأردن .
• إذا جلست في مجلس ورأيت جميع الجالسين يتحدثون في السياسة واخبارها , وفي التجارة وبيع العقارات والاقتصاد,، وفي التربية والتعليم , وفي الدين , وفي الطب والعلاج , وفي الموضة والأزياء , وفي تاريخ الآباء وبطولتهم , وفي أخبار الفساد , وفي المجاملات , وفي كل شيء , فأنت في الأردن ، شعب بدرجة عالية من الوعي والإدراك إلا أنه يمارس سلوكيات خاطئة في حياته اليومية ، ومطلوب منه أن يوظف كل مهاراته وخبراته ومعارفه ووعيه وذكائه في رفعة وطنه ومجتمعه .