ط
أخبار متنوعة

لا شأن لي..قصيدة بقلم/ هشام باشا – اليمن

مكتب اليمن / معاذ السمعى
 
هشام باشا

تَيَمَّميْ بجَفافِ الضَّوْءِ والنُّورِ

وخَلْفَ قَلْبيَ صَلِّيْ يا عَصافيري

 

صَلِّيْ بمِحْرابيَ المَفْجُوعِ مِثْلَكَ مِن

هذا الظّلامِ المُعَبَّا بالمَحاذيرِ

 

وحَاولي في صَلاةِ الخَوْفِ باكِيةً

قَرْعَ السّماءِ، بأجْفانِ المَكاسيرِ

 

هُزّي قوائمَ عَرْشِ اللّهِ سائلَةً:

متى تَعُودُ إلى دِورِ المُنى دُوري؟

 

متى سَتَرْجِعُ يا رَبِّي لسيرَتِها الأُولى

البِلادُ بلادًا للأَساريرِ

 

للشّمْسِ تُشْرِقُ كالدّينارِ مُنْفِقَةً

ما لا يُعَدُّ مِن الصُّفْرِ الدَّنانيرِ

 

تُعارضُ القَمَرَ المُعْطي بحِكْمَتِهِ

أنَّ العَطاءَ جَميلٌ بالمَقاديرِ

 

للَّيْلِ يَنْظُمُ مَنْثُورَ النَّهارِ، وللحَياةِ

ما بَيْنَ مَنْظُومٍ ومَنْثُورِ

 

لأُغْنياتِ زوايا الرُّوحِ تُطْلِقُ في

آفاقِ مَعْناكَ أرْواحَ المَآسيرِ

 

للنُّورِ يُتْلى على أسْماعَ أفْئدَةٍ

مَخْلُوقَةٍ مِن فَراشاتٍ وبَلُّورِ

 

للحُبِّ يُوشِكُ أنْ يأتيْ بحامِلِهِ

مِثْلَ التّغاريدِ في بُستانِ “طاغُورِ”

 

يا رَبِّ إنّ عَدُوَّ الضَّوْءِ أوْغَلَ في

تَهْجيرِ شَمْسيَ مِن شَمْسيْ، وتَهْجيري…

 

إنّي هنا، حَيْثُ ثارَ الثّائرونَ… إلى

تَحْريرِ أرْضيَ مِن أرْضيْ، وتَحْريري…

 

إنّي هنا، بَيْنَ إسْلامٍ يُقاتِلُهُ

إسْلامُهُ، بَيْنَ تَمْزيقي وتَكْفيري

 

لا شَأْنَ ليْ بالشَّظايا، غَيْرَ أنَّ دَمي

يَسيلُ ما بَيْنَ تَكْبيرٍ وتَكْبيرِ

 

لا شَأْنَ لي بالتي… لَكِنَّها قُطِعَتْ

ما بَيْنَ سَبُّورتي كَفّي وطَبْشوري

 

“يَزيدُ” ما زالَ حتى اليَوْمَ يَطْلُبني

بثَأْرِهِ، بَيْنَ مَقْبُورٍ ومَقْبُورِ

 

ما زالَ للأَمْسِ جَيْشٌ زاحِفٌ لغَدَي

مُسَلَّحًا بأساطِيرِ الأساطِيرِ

 

تَعَمْلَقَ اللَّهَبُ، استَعْلى على شَجَري

ولاحَقَتْ شَرَرُ النِّيرانِ عُصْفُوري

 

تَوَسَّعَ القَبْرُ واستَوْلى على أُفُقي

ولَم يَدَعْ أيَّ ثُقْبٍ للتّباشيرِ

 

متى سأحُيا، إذا قَدَّرْتَ لي عُمُرًا

أحْياهُ، والقَتْلُ مَشْغُوفٌ بتَسْويري؟

 

وبَلْدَتي كُلّما صَوَّرْتُها رَجَعَتْ

لنَفْسِها، قَنَصَ القَنَّاصُ تَصْويري

 

ما زلِتُ أكْتُبُ أشْعاري وأنْشُرُها

وخافِقي بَيْنَ أَسْنانِ المَناشيرِ

 

متى القَصِيدَةُ يا رَبِّي لسِيرَتِها الأُولى

سَتَرْجِعُ مُلْأَى بالشَّحاريرِ؟

 

متى سَأشْعُرُ أنّي لا أُقَدِّمُ مِن

آلامِ رُوحيَ جُمْهُورًا لجُمْهُوري؟

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى